"المنصة العالمية الابتكارية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي 2016" تستشرف آفاق الابتكار في الصكوك الوقفية والأسهم التفضيلية

الأربعاء 23 نوفمبر 2016
سعادة الدكتور محمد الزرعوني، مدير عام "دافزا"

دبي - مينا هيرالد: اختتمت اليوم أعمال "المنصة العالمية الابتكارية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي 2016" في "مركز أعمال دافزا" التي أقيمت في 22-23 نوفمبر الجاري، وذلك في إطار التعاون المثمر بين سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي "دافزا" و"المركز العالمي للاقتصاد الإسلامي"، في دفعة قوية لمسيرة الريادة في تطوير المنتجات المبتكرة والأفكار الإبداعية الداعمة للمنظومة الاقتصادية الإسلامية في العالم. ويستقطب الحدث، المقام على مدى يومين، اهتماماً إقليمياً ودولياً لافتاً، باعتباره فرصة مثالية ﻟﻌﺮض أحدث الابتكارات في ﻣﺠﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ، بحضور نخبة من اﻟﺨﺒﺮاء وﻤﻄـﻮري الأﻓﻜـﺎر واﻟﻤﻨﺘﺠﺎت وصناع القرار من اﻟﺠﮭﺎت اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ واﻹﺷﺮاﻓﯿﺔ واﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ واﻟﺮﻗﺎﺑﯿﺔ واﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ واﻟﻤﻨﺸﺂت الاقتصادية والمالية، الذين يتشاركون الرؤى في إﯾﺠـﺎد اﻵﻟﯿﺎت اﻟﻤﻨـﺎﺳﺒﺔ لتحويل المبادرات القائمة على الابتكار إلى محرك رئيس لعجلة نمو الاقتصاد الإسلامي.

وتتنامى أهمية "المنصة العالمية الابتكارية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي 2016" باعتبارها مبادرة نوعية ذات أهداف طموحة تتماشى مع غايات "أسبوع الإمارات للابتكار 2016"، الذي يحتفي بالابتكار الذي بات منظومة متكاملة وثقافة مجتمعية ونهج حكومي في دولة الإمارات. وشهدت الفعاليات الافتتاحية مشاركة نخبة من المتحدثين الرسميين، وعلى رأسهم سعادة الدكتور محمد الزرعوني، مدير عام "دافزا"، وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن الأطرم، رئيس "المركز العالمي للاقتصاد الإسلامي" والأمين العام لـ "الهيئة العالمية للاقتصاد والتمويل الإسلامي"، وسعادة عبدلله العور، الرئیس التنفیذي لـ "مركز دبي لتطویر الاقتصاد الإسلامي".

وحملت جلسات اليوم الأول عنوان "عرض المنتجات"، حيث تم خلالها استعراض أحدث الابتكارات الرائدة ذات الصلة بـ "الصكوك الوقفية" و"الصكوك والأسهم التفضيلية"، وذلك خلال جلستي نقاش بمشاركة كوكبة من الخبراء الاقتصاديين، وفي مقدمتهم الدكتور ﺳﻌﯿﺪ ﺑﻮ ھﺮاوة، كبیر الباحثین في أكادیمیة إسراء؛ ﻣﻌﺎﻟﻲ طﯿﺐ اﻟﺮﯾﺲ، الأمین العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر؛ ﺣﺴﯿﻦ ﺑﻦ ﯾﻮﻧﺲ، الأمین العام للأوقاف النیوزلندیة؛ ﺟﺎك ﻧﯿﻜﻮل، المدير المشارك في لينك ليترز؛ البروفيسور محمد اﻟﺴﺤﯿﺒﺎﻧﻲ، أستاذ كرسي سابك لدراسة الأسواق المالیة الإسلامیة بجامعة الإمام محمد بن سعود؛ اﻟﺒﺮﻓﺴﻮر أﺳﯿﺪ اﻟﻜﯿﻼﻧﻲ، رئيس المجموعة الشرعية في بنك أبو ظبي الإسلامي؛ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻧﺎدر ﻧﯿﻔﺮ، أستاذ مساعد في قسم المالیة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة؛ وأﯾﻤﻦ اﻟﻌﺘﯿﻘﻲ، شریك في صندوق رأس مال جريء. وستشهد أعمال اليوم الثاني ورشتي عمل بعنوان "التخطيط، التنفيذ والفرص التمويلية" ضمن محور "الصكوك الوقفية" و"المميزات وتحديات التطبيق" ضمن محور "الصكوك والأسهم التفضيلية".

وأفاد سعادة الدكتور محمد الزرعوني بأنّ النسخة الثانية لـ "المنصة العالمية الابتكارية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي" تأتي استكمالاً لنجاح النسخة الأولى التي شكلت محطة نوعية لاستكشاف ﻣﻨﺘﺠﺎت ﺟﺪﯾﺪة ومبتكرة تمثل إضافة لمسيرة تطوير منظومة اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ، لافتاً إلى أنّ "دافزا"، في إطار التعاون مع "المركز العالمي للاقتصاد الإسلامي"، ملتزمة بالعمل وفق توجيهات القيادة الرشيدة في تحويل المسار التنموي نحو الابتكار والعلوم والمعرفة، فضلاً عن تسريع وتيرة تحويل دبي إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي.

وأضاف الدكتور الزرعوني: "توفر منصتنا العالمية فرصة هامة لتشجيع الاستثمار في الأفكار الإبداعية الداعمة لتطوير منتجات وخدمات مالية ومصرفية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، في إطار التعاون والتكامل والتنسيق بين القطاعين العام والخاص. ويأتي ذلك تماشياً مع حرصنا المستمر على إحداث بصمة إيجابية في مسيرة الريادة التي تقودها دبي ودولة الإمارات على الخارطة الاقتصادية الإسلامية العالمية، في ظل الدعم المباشر والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، في جعل الاقتصاد الإسلامي رافداً حيوياً من روافد التنويع الاقتصادي، تمهيداً للوصول إلى مرحلة "اقتصاد ما بعد النفط" القائمة على دعائم الاستدامة والابتكار والمعرفة."

من جهته، صرّح فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن الأطرم بالقول: "أثبت نجاح النسخة الأولى أهمية "المنصة العالمية الابتكارية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي" كونها دعامة أساسية لترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع كمنهجية متكاملة للارتقاء بالمنظومة الاقتصادية الإسلامية والوصول بها إلى مستوى جديد من النمو والازدهار، من خلال استخدام الابتكار كأداة لتذليل العقبات التي تقف في وجه بناء اقتصاد متكامل ومستدام. ويسرنا التعاون مجدداً مع "دافزا"، التي تعتبر إحدى المناطق الحرة الأكثر ابتكاراً في العالم، لخلق منصة تفاعلية لتوثيق جسور التواصل بين صناع القرار والمسؤولين الحكوميين والقائمين على المنشآت الاقتصادية والمالية، ووضع آلية محددة لتحفيز المبدعين على استنباط أفكار جديدة وابتكار منتجات وخدمات مبتكرة من شأنها تمكين الاقتصاد العالمي من مواكبة المتغيرات المتسارعة والمساهمة في ترجمة الأهداف التنموية الطموحة. ونحن عازمون على مواصلة الجهود المشتركة لدفع مسيرة الريادة عالمياً في تطوير مبادرات وتطبيقات الاقتصاد الإسلامي العالمي."

وتعليقاً قال سعادة عبدلله محمد العور، المديرالتنفیذي لـ "مركز دبي لتطویرالاقتصاد الإسلامي": "إن بوصلة الابتكار في الاقتصاد الإسلامي هي محفز لرقي التعاملات الاقتصادية بين البشر وبين المنظومات المختلفة، واليوم "المنصة العالمية الابتكارية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي" هي إحدى تلك المساحات التي ترسخ الثقة بقدرة الاقتصاد الإسلامي على القيام بمهامه التي باتت مطلباً ملحاً للكثير من الشعوب. ولأن الاقتصاد الإسلامي في جوهره ورؤيته معني بالإنسان وبتوفير مقومات الحياة الكريمة على قاعدة العدالة والمساواة، فإنه يمتلك كل المقومات التي تؤهله لكي يتطور وينمو ويحقق الأهداف التنموية إذا تضافرت جهود الأطراف المعنية في تكريس ثقافة ونهج الابتكار في كل قطاع من قطاعاته. إن الاقتصاد الإسلامي.. بما يحمله من فرص واعدة في كافة قطاعاته.. من الانتاج للاقتصاد الرقمي، مروراً بالصيرفة والفنون والتصاميم والسياحة الحلال، يعتبر أرضية خصبة لنمو الأفكار المبدعة والمسؤولة أكثر من أي اقتصاد آخر."

وقال محمد قاسم العلي، الرئيس التنفيذي لشركة الصكوك الوطنية: "نحن في أمس الحاجة إلى تعزيز روح الابتكار لدى الأجيال الشابة التي تقع على عاتقها مسؤولية تطوير قطاع التمويل والاستثمار الإسلامي الذي أثبت قدرته على توفير حلول مستدامة للتحديات المالية والمساهمة في تحقيق الأمان المالي. هذه المنصة تساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها الاقتصاد الإسلامي والمؤسسات المعنية في تطوير القطاع المالي الإسلامي. ومن موقعنا في شركة الصكوك الوطنية نواصل جهودنا في تعزيز ثقافة الاستثمار والادخار المتوافق مع الشريعة ونجحنا في ابتكار عدد من المنتجات التي تساعد الأفراد والمؤسسات على توظيف وإدارة الأموال والثروات بما يتلاءم مع متطلباتهم وتطلعاتهم، مما يؤكد أن الثقافة المالية الإسلامية هي ثقافة مرنة وقادرة على الاستجابة لمتغيرات العصر."

واستعرض المشاركون ملامح منتج "اﻟﺼﻜﻮك اﻟﻮﻗﻔﯿﺔ"، المطوّر وفق ﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﺒﺘﻜﺮة واحترافية وﻣﺘﺴﻘﺔ ﻣﻊ ﻧﮭﺞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ وﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ، والذي يعتبر ﻧﮭﺞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻨﮭﻮض ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﻮﻗﻔﯿﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿﺔ. وتستند فكرة المنتج المبتكر إلى ﺠﻤﻊ اﻷﻣﻮال الناتجة عن الإصدار، واﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن وقفاً نقدياً "دائماً أو مؤقتاً"، حيث يتم ﺟﻤﻊ ﻋﻮاﺋﺪ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ الناتجة عن "اﻟﺼﻜﻮك اﻟﻮﻗﻔﯿﺔ" ﻓﻲ "اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻗﻔﻲ اﻟﺬﻛﻲ"، واﻟﺬي تتم ھﯿﻜﻠﺘﮫ ﺑﻤﺎ ﯾﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿﺔ واﻹﻧﻤـﺎﺋﯿﺔ اﻟﻤﺮاد ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ھﯿﺌﺎت ﺳﻮق اﻟﻤﺎل اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ. وتكمن أهمية المنتج في كونه دفعة قوية للجهود الرامية إلى سد اﻟﺤـﺎﺟﺔ المتنامية إﻟﻰ اﺑﺘﻜﺎر وﺗﻄﻮﯾﺮ أدوات ﻣﺎﻟﯿﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻓﻲ ﺳﻮق اﻷوﻗﺎف، ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ اﻷﺳﻮاق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ.

وجرى أيضاَ التعريف بمنتج "اﻷﺳﮭﻢ واﻟﺼﻜﻮك اﻟﺘﻔﻀﯿﻠﯿﺔ"، المتوافق ﻣﻊ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ الإسلامية السمحاء، والذي يساعد في جذب ﻣﺴﺘﺜﻤﺮﯾﻦ ﺟﺪد لهم تفضيلات أو ﺗﻮﻗﻌﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﺪ واﻟﻤﺨﺎطﺮ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻨﻈﺮاﺋﮭﻢ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻷﺳﮭﻢ اﻟﻌﺎدﯾﺔ. وتتميز اﻷﺳﮭﻢ واﻟﺼﻜﻮك اﻟﺘﻔﻀﯿﻠﯿﺔ بأنها ﻻ ﺗﻀﻌﻒ ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺴﺎھﻤﯿﻦ اﻟﻌﺎدﯾﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋﺪ أو اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺤﺎﻟﺔ إﺻﺪار أﺳﮭﻢ ﻋﺎدﯾﺔ ﺟﺪﯾﺪة، وإنما تستهدف، عوضاً عن ذلك، ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﻌﺪل ﻋﺎﺋﺪ ﻣﺴﺘﮭﺪف ﺑﻤﺨﺎطﺮ أﻗﻞ، ﻣﻦ ﺧﻼل زﯾﺎدة ﻧﺴﺒﺔ مشاركة المستثمرين ﻓﻲ أرﺑﺎح اﻟﺸﺮﻛﺔ، إﻟﻰ أن ﯾﺼﻞ ﻣﺴﺘﻮى أرﺑﺎح اﻟﺸﺮﻛﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺤﻘﻖ ھﺬا اﻟﻤﻌﺪل اﻟﻤﺴﺘﮭﺪف، ﺛﻢ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺘﮭﻢ ﻓﻲ اﻷرﺑﺎح تباعاً. وتمثل المرونة السمة الأبرز للأسهم واﻟﺼﻜﻮك اﻟﺘﻔﻀﯿﻠﯿﺔ اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺔ، التي يمكن أن تكون داﺋﻤﺔ أو ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺطﻔﺎء، ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺮاﻛﻢ ﻣﺎ ﯾﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻷرﺑﺎح ﻟﺬﻟﻚ.

ويجدر الذكر بأنّ النسخة الثانية من "المنصة العالمية الابتكارية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي" حظيت برعاية رئيسية من "الصكوك الوطنية" وبدعم رسمي من "مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي" (DIEDC) و"البنك الإسلامي للتنمية" (IDB)، وعدد من الشركاء الاستراتيجيين ممثلين بكل من "كرسي سابك لدراسات الأسواق المالية الإسلامية" و"الأوقاف النيوزيلندية" و"إسراء للاستشارات" (ISRA Consultancy). وتحتضن "دافزا" مقر "المركز العالمي للاقتصاد الإسلامي"، في إطار شراكة استراتيجية فاعلة تهدف إلى دعم التطلعات الطموحة في تطوير وتعزيز منتجات وخدمات قطاع الإقتصاد الإسلامي، والمساهمة في تنمية الاقتصاد الإسلامي العالمي وترجمة أهداف مبادرة "دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي". وشهدت النسخة الأولى من "المنصة العالمية الابتكارية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي" حضور أكثر من 300 مشارك من أبرز الخبراء الاقتصاديين والماليين وصناع القرار والمسؤولين الحكوميين، حيث جرى وضع مجموعة من الآليات لتحويل الأفكار الإبداعية إلى منتجات عملية دافعة لعجلة نمو قطاع الاقتصاد الإسلامي في العالم.

أخبار مرتبطة