650 مليون دولار حجم سوق صناعة النشر في الإمارات بحلول 2030

الأربعاء 22 مايو 2019
الشارقة - مينا هيرالد:

نظّمت ناشر-أول موقع عربي إلكتروني متخصص بقضايا صناعة النشر والناشرين، جلسة حوارية رمضانية يوم أمس (الثلاثاء)، بعنوان "شباب اللإمارات والاستثمار في قطاع النشر"، استعرضت من خلالها واقع النشر، والدور الذي تلعبه مدينة الشارقة للنشر في هذا القطاع، بمشاركة كل من سالم عمر سالم، مدير مدينة الشارقة للنشر، والناشر جمال الشحي "دار كتّاب للنشر"، وعلي المرزوقي، أصغر ناشر إماراتي وخليجي، ومالك دار نشر مدار.

وخلال الجلسة تناول سالم عمر سالم، مدير مدينة الشارقة للنشر الحديث عن واقع صناعة النشر والكتاب في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى المشهد الثقافي والإبداعي الإماراتي، والمكانة التي تلعبها دور النشر الإماراتية في هذا القطاع والتي ترتكز على الزخم الثقافي الذي تشهده البلاد لا سيما مشروع الشارقة الحضاري.

وأشار مدير مدينة الشارقة للنشر إلى أن قطاع النشر في دولة الإمارات حقق قفزة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية، لافتاً إلى أن الدراسات التي أجرتها المدينة حول حجم سوق صناعة النشر في دولة الإمارات أوضحت أن نمو القطاع سيرتفع من 260 مليون دولار إلى 650 مليون دولار، بحلول عام 2030.

وأضاف:" يشهد قطاع النشر إقبالاً متزايداً من فئة الشباب، خصوصاً من الجهات الحكومية المعنية بهذا المجال، إلى جانب المؤسسات الخاصة الأخرى التي تدفع باتجاه رفد مشروع الإمارة الثقافي الذي انطلق منذ أكثر من 40 عاماً بعناصر قيّمة، حيث توجت تلك الجهود بنيل إمارة الشارقة مؤخراً لقب العاصمة العالمية للكتاب 2019".

وأوضح": إن الدعم والجهود التي يبذلها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، بالإضافة إلى دعم قرينة سموه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أوجدت بيئة ثقافية حاضنة للشباب تمكنهم من الارتكاز عليها، وخوض عالم الاستثمار في قطاع صناعة النشر والكتاب".

واستعرض مدير مدينة الشارقة للنشر الدور الكبير الذي تقوم به مدينة الشارقة للنشر، من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لدور النشر والعاملين في صناعة الكتاب، حيث توفر 600 مكتباً للناشرين والعاملين في هذا المجال، إلى جانب حزمة متكاملة من التسهيلات، والشراكات المحلية والعالمية التي تهدف إلى تعزيز مكانة القطاع والارتقاء بالمحتوى الأدبي.

بدوره لفت جمال الشحي مالك دار "كتّاب للنشر" إلى أن صناعة الكتاب تتأثر بتقلبات السوق شأنها شأن القطاعات الأخرى، معرباً في الوقت ذاته عن سعادته بوجود قيادة حكيمة حريصة على دعم القطاع، بالإضافة إلى المؤسسات المعنية بهذا الجانب، كجمعية الناشرين الإماراتيين مما أسهم في توفير بيئة استثمارية مواتية للشباب تشجعهم على الاستثمار في صناعة النشر والكتاب.

ولفت الشحي إلى أن حجم سوق النشر العالمي بلغ قبل نحو أربع سنوات 100.73 مليار دولار، مقابل 100.30 مليار دولار حجم سوق الأفلام في هوليوود والتي تعتمد بشكل رئيس على النصوص الروائية، والسيناريوهات المكتوبة، مشيراً إلى أن المؤلفات الأجنبية المترجمة تستحوذ على 70 % من حجم سوق النشر العربي.

وبين الشحي أن الناشرين أمام فرصة مواتية للاستثمار وعكس تلك الأرقام، لصالح قطاع النشر العربي، من خلال رؤية واضحة، واستراتيجيات تدرس توجهات سوق النشر، والتحول إلى ترجمة الإبداع الأدبي العربي، الذي يشهد تقصيراً واضحاً، وتصديره إلى الأسواق العالمية.

ومن جانبه أكد المؤلف علي المرزوقي، أصغر ناشر إماراتي وخليجي أن دخوله قطاع النشر جاء تعبيراً عن رغبة في إحداث تغيير إيجابي في مجال النشر، حيث بين أن العديد من متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي نقلوا إليه الصعوبات والتحديات التي تواجههم في قضية نشر مؤلفاتهم، الأمر الذي دفعه مباشرة بعد نشر كتابه إلى فتح دار نشر خاصة به.

وشدد المرزوقي على أن دخوله عالم الاستثمار في صناعة النشر والكتاب، ليس مادياً بالدرجة الأولى، بل يقوم على مبدأ وأساس ثقافي بامتياز، لا سيما أنه وجد من خلال بحثه أن السوق تغرقه العديد من الترجمات الضعيفة التي تعتبر مضيعة للوقت، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن التخصص في المؤلفات والاعتماد على النوع لا على الكم، حيث يركز على تلك المؤلفات التي تحمل في ثناياها رسائل ثقافية ثرية.

ودعا المرزوقي الشباب إلى خوض تجربة الاستثمار الثقافي، وأن يستغلوا تكاملية صناعة النشر التي تشهدها البلاد، وأن يوظفوا الدعم الذي يحظى به القطاع من قبل الحكومة، بالتخصصية والنوعية في مجال النشر والتأليف والترجمات، من أجل خلق مزيد من التنافسية في هذا القطاع الحيوي، القادر على استيعاب أعداد كبيرة من دور النشر والعاملين في مجال التأليف والترجمة.

Search form