دبي للسياحة تطلق مبادرة جديدة لتزويد القطاع بمزيد من المواطنين المؤهلين

الأحد 29 يناير 2017

دبي – مينا هيرالد: أعلنت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي عن إطلاق مبادرة جديدة بعنوان "مبادرة توطين القطاع"، وذلك ضمن الجهود المبذولة لتشجيع الشباب الإماراتي على الانضمام إلى مختلف وظائف قطاع السياحة التي تشهد نمواً مضطرداً في دبي. وتتضمن هذه المبادرة عدداً من برامج التوظيف والتدريب والتأهيل التي تهدف إلى زيادة أعداد المواطنين العاملين في قطاع السياحة ضمن كوادر الصفوف الأولى التي تستقبل زوار الإمارة بحلول عام 2020.

وتستهدف "مبادرة توطين القطاع" في مراحلها الأولى، استقطاب وتدريب وتوظيف المواطنين من الذين استكملوا مراحل التعليم الأساسي وحاملي الشهادات الجامعية، والباحثين عن وظائف من المواطنين على مستوى دولة الإمارات. كما تهدف المبادرة إلى رفع مستوى وعي الشباب بمقومات قطاع السياحة في دبي، وتقديم خيارات وظيفية جاذبة لهم، تلبي مختلف توجهاتهم وتطلعاتهم. ومن خلال تطوير مهارات الشباب وتوظيفهم في مواقع الصفوف الأولى التي تستقبل زوار الإمارة، فإن المبادرة تهدف أيضاً إلى تقديم تجربة زيارة أصيلة للزوار، وبالتالي تعزيز قدرات القطاع السياحي في دبي.

وتأتي "مبادرة توطين القطاع"، متناغمة مع الفكرة الأساسية لشعار 2017 باعتباره "عام الخير"، الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، "حفظه الله"، حيث تهدف هذه المبادرة إلى إيجاد نظام متكامل، يوفر عناصر التمكين للشباب الإماراتي، وتطوير قدراتهم ليكونوا سفراء للتراث الإماراتي الأصيل في الضيافة والترحاب بالزوار. وتعزز المبادرة أيضاً من إسهامات الشباب في تطوير قطاع السياحة، والمشاركة بفاعلية في ترسيخ مكانة دبي كوجهة سياحية عالمية تتمتع بعادات وتقاليد أصيلة.

وبهذه المناسبة، قال سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي: "نؤكد من خلال إطلاق هذه المبادرات على التزامنا الدائم بالرؤية السياحة للإمارة، وتوجيهات القيادة الرشيدة لتعزيز قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم وتوفير الفرص لهم من خلال اكتساب خبرات عملية تؤهلهم ليكونوا واجهة مشرقة لإمارة دبي في مختلف مجالات قطاع السياحة. كما أن من شأن "مبادرة توطين القطاع" التي سيتم تنفيذها عبر كلية دبي للسياحة، أن تمكننا من اكتشاف واستخراج الطاقات الكامنة لدى الشباب، فضلاً عن توفير الفرص الوظيفية لهم في هذا القطاع الحيوي، الذي يستهدف استقطاب 20 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2020.

ويتطلب هذا الأمر ضرورة توافر مواهب إماراتية شابة ومؤهلة لتحمل مسؤولية تمثيل الإمارة، وفي ذات الوقت تتمتع بقدرات احترافية وتنافسية للتعامل مع زوار دبي. ولهذا فإننا نعتبر هذه المبادرة، منصة لبناء القادة المستقبليين لصناعة السياحة، وهو الأمر الذي يضمن لنا أيضاً تحقيق عنصر الاستدامة في نمو القطاع في ظل القيادة الحكيمة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي حفظه الله".

وتتكون المبادرة من 4 خطوات، تبدأ بمرحلة "الاستقطاب والاختيار" عبر العديد من القنوات، ومنها شبكات التواصل الاجتماعي، والزيارات التوعوية في المدارس والجامعات والتي تتضمن سلسلة من فعاليات التوظيف وإجراء المقابلات وتقييم المرشحين المحتملين. ثم تبدأ الخطوة الثانية بمرحلة "تطوير المواهب" والتي تستمر لمدة تتراوح ما بين شهرين إلى 4 أشهر، وتتضمن برامج تدريبية مصممة خصيصاً لطلبة المدارس الثانوية وخريجي الجامعات، حيث تضم كل دفعة ما يقارب 75 مرشحاً، على أن تتراوح مدة المرحلة ما بين 12 إلى 14 شهراً.

وعند اكتمال فترات التدريب، ينتقل المرشحون إلى المرحلة الثالثة هي "التخرج والتأهيل" والتي تعدهم لتولي مهامهم الجديدة، ويتبع ذلك، المرحلة الرابعة والأخيرة وهي "المتابعة المستمرة والتقييم". كما سيتمتع المرشحون بمزايا إضافية، تتضمن المشاركة في البرامج التدريبية لدى المؤسسات والشركات العاملة في قطاع السياحة.

هيئة تنمية المجتمع
وتتعاون دبي للسياحة مع عدد من الجهات الحكومية في "مبادرة توطين القطاع"، وتشكل هيئة تنمية المجتمع بدبي شريكاً هاماً في مرحلة "الاستقطاب والاختيار"، حيث ستتيح قاعدة بيانات من المواطنين ذوي الدخل المحدود والمنتفعين من مساعدات هيئة تنمية المجتمع، ليتم تقييمهم وتأهيليهم بشكل مهني للعمل في القطاع السياحي.

وقال سعادة أحمد عبد الكريم جلفار، مدير عام هيئة تنمية المجتمع: "يشكل "عام الخير" فرصة مثالية للتعاون بين الجهات الحكومية ضمن مبادرات واعدة تهدف إلى تطوير مهارات وقدرات الإماراتيين وتمكينهم من الاستقلال المالي ما يساعدهم على الارتقاء بحياتهم ويعزز سعادتهم. ويشكل القطاع السياحي أحد أهم القطاعات الواعدة في الاقتصاد المحلي، وهو ما يمنح أهمية خاصة لهذه المبادرة التي ستتيح تدريبات وفرص وظيفية للإماراتيين ليصبحوا منتجين وفاعلين في المجتمع".

وتابع جلفار: "نعمل في هيئة تنمية المجتمع على تمكين المنتفعين من المساعدات المالية بشكل منهجي يعتمد على الاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم بما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل، ويساهم التعاون مع الجهات الحكومية الرائدة مثل دبي للسياحة في طرح مجالات واسعة لهم لإيجاد فرص وظيفية وتحسين جودة حياتهم".

هيئة المعرفة والتنمية البشرية
وقال سعادة الدكتور عبدالله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية: "نرحب بالتعاون مع دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي لتعزيز الفرص المستقبلية للإماراتيين الباحثين عن عمل ضمن قطاع الضيافة، انطلاقاً من التزامنا بمواصلة الجهود من أجل بلوغ أهداف الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بزيادة أعداد المواطنين العاملين في القطاع الخاص".

وأشار الكرم إلى أن المبادرة سيكون لها مردود إيجابي على صعيد تعزيز كفاءة قطاع السياحة والضيافة باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية في دولة الإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص، لافتاً إلى أن المبادرة ستفتح بدورها آفاقاً مستقبلية لتعزيز تنافسية العنصر المواطن ضمن القطاعات الإقتصادية الرئيسية".

وأضاف: "عملت الهيئة من خلال برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية " كوادر" على توظيف أكثر من 14 ألف مواطن في القطاع الخاص خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن 3 سنوات تفصلنا عن انطلاق معرض إكسبو 2020، وسيكون للمبادرة دور كبير في تعزيز كفاءة القطاعات الحيوية عبر رفدها بالطاقات الإماراتية في قطاعات العمل بما يقود إلى مستقبل أكثر سعادة وإشراقاً".

دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي
ومن جانبها أكدت سعادة أمل بن عدي مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، تحرص الدائرة على العمل مع دوائر حكومة دبي لرفدها بالكفاءات الإماراتية للعمل في مختلف القطاعات والإسهام في زيادة نسبة التوطين فيها.

وقالت إن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي وفرت لدائرة السياحة والتسويق التجاري بيانات الإماراتيين الباحثين عن عمل، وتم التنسيق بين الجانبين لاختيار المواطنين من الجنسين الراغبين في العمل بالقطاع السياحي والذين تتناسب مؤهلاتهم وخبراتهم مع الوظائف المتاحة لدى دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي.
وأضافت سعادة أمل بن عدي أن القطاع السياحي في دولة الإمارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص يحظى برعاية كبيرة واهتمام بالغ من قيادتنا نظراً لأهمية هذا القطاع في رفد النمو الاقتصادي الذي تشهده الإمارات، ومن هذا المنطلق تحرص دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي على تأهيل أبناء الإمارات للعمل في هذا القطاع الحيوي، ليكونوا سفراء لدولتهم من خلال تواصلهم مع السياح الذين يفدون إلى الإمارات.

ومن جهتها، قالت مريم المعيني مديرة توطين القطاع، كلية دبي للسياحة في "دبي للسياحة": "تبرهن هذه المبادرة على نجاح أول نسخة من فعالية "اليوم المفتوح" الذي تم تنظيمه ضمن "مبادرة توطين القطاع" في ديسمبر من العام الماضي بفندق شانغريلا في دبي، والذي شهد استقبال أكثر من 600 طلب، وحضور أكثر من ٢٤٥ مرشحاً، وإجراء مقابلات مع مسؤولين من 13 مؤسسة فندقية من أنحاء دبي. وتم خلال الشهر الجاري اختيار المرشحين ليمثلوا الدفعة الأولى من "مبادرة توطين القطاع"، والتي سيعقبها اختيار مرشحين آخرين للدفعات التالية".

جدير بالذكر أن النسخة الثانية من "اليوم المفتوح" ضمن "مبادرة توطين القطاع" ستقام في شهر فبراير 2017، لتنضم بذلك دفعة جديدة من المحترفين الإماراتيين إلى الكوادر العاملة في قطاع السياحية في دبي.

أخبار مرتبطة