اتجاهات السفر والسياحة بين الإمارات وأذربيجان

الإثنين 27 مايو 2019
غرفة تجارة وصناعة دبي
دبي - مينا هيرالد:

تركز غرفة تجارة وصناعة دبي في هذا التحليل على أحدث الاتجاهات والتطورات في مسار السياحة بين الإمارات وأذربيجان بغرض إلقاء الضوء على الفرص المتاحة أمام شركات السياحة في دبي. فمؤخرا، بدأت منطقة جنوب القوقاز، التي تتكون من أذربيجان وجورجيا وأرمينيا، في اكتساب شعبية وسط المقيمين في الإمارات باعتبارها من بين أكثر الوجهات المفضلة لقضاء عطلات قصيرة وقد ساهم في ذلك الحملات الترويجية القوية التي تقوم بها وكالات السفر وشركات تنظيم الجولات السياحية.

وجهة سفر واعدة

أصبحت أذربيجان بسرعة وجهة سياحية مفضلة للمقيمين في الإمارات وتمثل ذلك في العدد الكبير من برامج الجولات السياحية التي تطرحها وكالة السفر والسياحة بجانب خطوط الطيران عبر شركات العطلات التابعة لها.

وقد ساعدت الزيادة في عدد خطوط الطيران التي تخدم المسافرين بين الإمارات وأذربيجان وهي "فلاي دبي" و"العربية" و"الاتحاد" والطيران الوطني لأذربيجان، في طرح أسعار جاذبة لباقات العطلات السياحية حيث أدى اشتداد المنافسة إلى خفض أسعار هذه الباقات.

من العوامل المهمة الأخرى التي حفزت طلب المقيمين في الدولة على باقات العطلات، سعر صرف عملة أذربيجان "المانات" التي فقدت -54% من قيمتها مقابل الدرهم منذ عام 2014 وقد استقر سعر الصرف عند 2.13 درهم بحلول عام 2017.

كان عدد المسافرين من الإمارات منخفضا وثابتا قبل عام 2015 حيث لم يتجاوز الألف مسافر في السنة. وعلى الرغم من ذلك، ومع تراجع سعر صرف عملة أذربيجان "المانات" عقب انخفاض أسعار النفط، ارتفع في الحال طلب المقيمين في الإمارات بشكل كبير على الرحلات إلى هذه الوجهة حيث بلغ 102.4 الف مسافر بحلول عام 2017.

فيما يلي تتطرق المقالة إلى الأرقام المفصلة لزوار أذربيجان القادمين من الإمارات وكذلك زوار الإمارات من أذربيجان.

السياحة من الإمارات لأذربيجان

من بين 102.4 ألف مسافر من الإمارات زاروا أذربيجان خلال 2017، قام حوالي 5,009 سائح منهم بحجز رحلاتهم وأنشطتهم عبر وكالات سفر وشركات تنظيم جولات سياحية أذربيجانية. لم يرتفع عدد السياح منذ انخفاض سعر صرف العملة فحسب ولكن زادت كذلك فترة إقامتهم من متوسط 3.8 أيام في 2014 إلى 5.7 أيام بحلول 2017. الجدير بالذكر أن الأرقام التي وفرتها اللجنة الإحصائية بأذربيجان تغطي أقل من 5% من إجمالي زوار أذربيجان القادمين من الإمارات في 2017، مما يعني أن الغالبية (مع احتمال استبعاد بعض مسافري الأعمال) من نسبة 95% المتبقية، قد نظموا رحلاتهم وأنشطتهم السياحية إما عبر وكالة سفر بالإمارات أو قاموا بذلك بأنفسهم (عبر الإنترنت مثلا).

السياحة من أذربيجان إلى الإمارات

في حين كان انخفاض سعر صرف عملة أذربيجان نعمة بالنسبة للمسافرين من الإمارات، فقد شهدت أعداد السياح القادمين من أذربيجان للدولة ــ عبر وكالات سفر وتنظيم جولات سياحية اذربيجانية ـــ انخفاضا طفيفا، بالإضافة إلى تناقص مدة إقامتهم وأنشطتهم .  

مع ذلك وعلى الرغم من أن سعر الصرف لم يتحسن فقد وصل المزيد من مواطني أذربيجان إلى الإمارات في 2017 مقارنة بعام 2016 مع أن فترة اقامتهم كانت أقصر قليلا وأدى ذلك إلى ارتفاع عدد أيام جولاتهم السياحية. مع زيادة خيارات الضيافة لذوي الميزانيات المحدودة في دبي فمن المتوقع أن تستمر أعداد الزوار من أذربيجان في التعافي.

أذربيجان في صدارة دول المنطقة

بالإضافة إلى التشابه في المناظر الطبيعية والثقافة بين دول منطقة جنوب القوقاز، فإن من الأمور الرئيسية التي تشترك فيها الدول الثلاثة هي منح تأشيرة الدخول إليها عند الوصول أو برنامج عدم الحاجة إلى تأشيرة دخول الممنوح إلى مواطني الإمارات أو المقيمين فيها.

على الرغم من ذلك، لم تستطع جورجيا وأرمينيا مجاراة الطفرة في تدفقات المسافرين من الإمارات إلى أذربيجان حيث شكلت الدولتان معا حوالي 1/5 عدد زوار الدولة إلى أذربيجان.

تختلف أرمينيا وجورجيا عن حالة أذربيجان في أن عملة البلدين لم تنخفضا بنفس مستوى (المانات) فقد فقدت عملة جورجيا (اللاري) -33% من قيمتها خلال الفترة 2014 ــــ 2017 بينما فقدت العملة الارمينية (الدرام) بنسبة -12% الأمر الذي لم يكن في صالح الدولتين من حيث تكلفة السياحة فيهما وذلك في مقابل (المانات) الذي تراجع بنسبة -54% مما جعل أذربيجان التي تتمتع ببنية تحتية سياحية أفضل، وجهة سياحية ميسورة التكلفة. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر أذربيجان الدولة المسلمة الوحيدة ضمن الدول الثلاثة في المنطقة حيث يعد توفر الأطعمة الحلال والمساجد أو أماكن الصلاة بمثابة عوامل حاسمة بالنسبة للكثير من المسافرين من الإمارات.

مما تقدم ذكره، من المرجح أن يستمر نمو أعداد السياح القادمين من الإمارات إلى أرمينيا وجورجيا، خاصة مع بدء استفادة الدولتين من تأثير الطفرة في أعداد السياح إلى أذربيجان حيث أن المزيد من سياح الإمارات اكتسبوا معرفة بطبيعة وثقافة منطقة جنوب القوقاز بعد زيارتهم لأذربيجان المفضلة للكثيرين منهم قبل استهداف بقية دول المنطقة.

عادة ما تتجاهل الشركات السياحية في دبي، غير وكالات السفر ومنظمي الجولات السياحية، السياحة الخارجية. على سبيل المثال، هناك الفنادق التي تتمتع بفرص كبيرة لنشر المعرفة بشأن علاماتها التجارية المعروفة بالفعل لدى المقيمين في الإمارات والتوسع في منطقة جنوب القوقاز حيث يمكنهم الانطلاق من الوجهة المفضلة حالياً أذربيجان قبل استهداف بقية المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم توفر الأطعمة الحلال خاصة في جورجيا وأرمينيا يدفع شركات توريد الأغذية في دبي إلى استكشاف هذه السوق في دول المنطقة.

في ذات الوقت، من المرجح أن تساعد زيادة خيارات الإقامة الاقتصادية في قطاع الضيافة في دبي بجانب زيادة عدد رحلات خطوط الطيران الاقتصادية، في تحفيز الطلب على الرحلات القادمة إلى الإمارات.  

أخبار مرتبطة