منتدى الصحة العالمي يستشرف أمراض المستقبل

الأحد 10 فبراير 2019
دبي - مينا هيرالد:

يكتسب استشراف الأمراض والأوبئة المستقبلية أهمية بالغة في ظل ما يشهده العالم من ارتفاع غير مسبوق في حالات الإصابة بأمراض جديدة ومتنوعة رغم التطور الحاصل في مجال تشخيص الأمراض والتقنيات العلاجية الحديثة، ما يستدعي إعادة تصميم وابتكار أنظمة الرعاية الصحية المستقبلية في العالم، وتوفير خدمات مبتكرة بكفاءة عالية وبأقل التكاليف، وتشجيع جميع أفراد المجتمع على تبني أنماط صحية مرتبطة بالنشاط البدني لتعزيز جودة حياة المجتمعات.

واستضافت القمة العالمية للحكومات في يومها الأول منتدى الصحة العالمي الذي ناقش عدداً من المحاور التي تناولت سبل الوقاية من أمراض المستقبل والحد من تداعياتها السلبية على مستقبل البشرية ودور الحكومات في تعزيز توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير العلاجات وإيجاد آليات مبتكرة لإيصال الأدوية لكل الذين يعانون من الأمراض والأوبئة في جميع أنحاء العالم.

تحسين الجاهزية العالمية

وأكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، في كلمته الافتتاحية، أن العالم يتجه بشكل متزايد نحو تحسين جاهزيته لمواجهة الأمراض المستقبلية، مشيراً إلى أن العالم دخل مرحلة جديدة في مجال تطوير الرعاية الصحية العالمية التي لم يشهد لها مثيل من قبل، من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة وما توفره من إمكانية التكامل والاندماج في وسائل التشخيص والعلاج ورفع الجاهزية للوقاية من الأمراض ودعم الأبحاث العلمية التي تساهم في تطوير علاجات فعالة ما أحدث تحولاً نوعياً في قطاع الرعاية الصحية.

ودعا العويس إلى بلورة رؤية مشتركة وموحدة للتعامل مع التهديدات الصحية التي تشكلها الأمراض والأوبئة المستقبلية بالاستفادة من التقنيات الحديثة، مشيراً إلى أن التوجه الجديد لتقديم الرعاية الصحية يستند إلى الشراكة بين المريض والقطاع الصحي Patient-Public Partnership كون الإنسان محور اهتمام قطاع الرعاية الصحية وهو النهج ذاته الذي تتبناه دولة الإمارات في قطاع الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض.

شافي أحمد: الابتكارات الطبية أحدثت ثورة في تشخيص وعلاج الأمراض العصرية

وأشار الدكتور شافي أحمد مساعد العميد في كلية بارتس ولندن للطب في المملكة المتحدة خلال مشاركته في أعمال منتدى الصحة العالمي، إلى أن الابتكارات الطبية الحديثة أحدثت ثورة في أسلوب تشخيص وعلاج العديد من الأمراض العصرية، وتحسين طريقة تقديم الرعاية الصحية باستخدام البرامج والتطبيقات الصحية المتخصصة.

وتحدث عن تكنولوجيا المستقبل في خدمة الرعاية الصحية ودور الابتكارات في علاج الأمراض حيث أصبح بإمكان الأطباء والجراحين اليوم الاستعانة بمنظومة متكاملة من الممارسات والتجارب الطبية المتقدمة والبيانات التحليلية للحصول على تشخيص أدق ونتائج أفضل لمرضاهم، مشيراً إلى أن السنوات المقبلة ستشهد المزيد من التطورات على صعيد استخدام التكنولوجيا في تشخيص وعلاج الأمراض وإجراء العمليات الجراحية ما يساعد على تحقيق الهدف المشترك في تحسين وصول الجميع إلى خدمات صحية تتمتع بأعلى مستويات الجودة.

واستعرض شافي بعض البرامج والتطبيقات الهاتفية التي تمكن المرضى من حجز مواعيد مع الأطباء والتواصل معهم، بينما يستطيع الطبيب رؤية المريض وتشخيصه عبر الشاشة وتقنية التعرف على الوجه مما يسهم في الحصول على نتائج تشخيص أدق مقارنة بالأساليب التقليدية وبالتالي التقليل من الأخطاء البشرية.

وأضاف أن التقنيات الجديدة كنظارات الواقع الافتراض والذكاء الاصطناعي وتقنيات ثلاثية الأبعاد وأجهزة المحاكاة وغيرها من التقنيات الحديثة توفر للأطباء كماً كبيراً من المعلومات الحيوية عن حالة المريض مما يسهل عملية تشخيص المرض وعلاجه بصورة أدق، كما تطرق إلى استخدام تقنية البيانات الكبيرة Big Data وأهميتها في تشخيص وعلاج العديد من الأمراض وإعداد التقارير الطبية حولها.

وأضاف أن الطب الحديث قطع أشواطاً طويلة في الاستفادة من هذه البيانات في علاج المرضى الذين يفصل بينهم آلاف الكيلومترات، وسلط الضوء على استخدام الروبوتات المتصلة بالشبكة في إجراء العمليات الجراحية وتجربة طبيب صيني في إجراء عملية جراحية ناجحة مؤخراً باستخدام تقنية الروبوتات.

توظيف التقنيات الحديثة في خدمة الرعاية الصحية

ويعتبر الاستفادة من التقنيات الحديثة للارتقاء بخدمات الرعاية الصحية من الأولويات الرئيسية التي تسعى الحكومات إلى تحقيقها في ظل الطفرة التي يشهدها العالم على صعيد التقنيات الطبية واختراع الوسائل المبتكرة لتشخيص وعلاج العديد من أمراض العصر.

‏‏ويتيح التطور المتزايد للأجهزة الطبية وتقنيات التشخيص الوصول إلى خدمات طبية عالمية المستوى من خلال التواصل المباشر مع الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في أي مكان حولا العالم باستخدام أجهزة الهواتف الذكية والحصول على أفضل الاستشارات الطبية لمختلف الأمراض.

وتركز أعمال القمة العالمية للحكومات على جعل موضوع تعزيز الصحة العالمية قاسماً مشتركاً للعديد من فعالياتها وإبراز دور التكنولوجيا الحديثة في إعادة تصميم وابتكار أنظمة الرعاية الصحية المستقبلية وتوفير خدمات وعلاجات مبتكرة أساسها تطوير الحالية الصحية العالمية وبناء مستقبل أفضل وحياة صحية سليمة لجميع البشر.

أخبار مرتبطة