توقعات بارتفاع أعداد المصابين بـ "داء السكري" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 82 مليون مصاب بزيادة قدرها 110% بحلول عام 2045

الثلاثاء 18 ديسمبر 2018
دبي - مينا هيرالد:

كشف تقرير جديد صادر عن "كوليرز إنترناشونال" بعنوان "تأثير داء السكري على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أنه من المتوقع ارتفاع أعداد المصابين بداء السكري في هذه المنطقة إلى 82 مليون مصاب بزيادة قدرها 110% وذلك بحلول عام 2045، لتصبح في المرتبة الثانية عالمياً بعد أفريقيا التي من المتوقع أن تشهد زيادة في أعداد المصابين بنسبة 156% مما يؤثر بشكل كبير على معدل الوفيات، ونقص في معدلات إجمالي الناتج المحلي، وزيادة الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية.

كما أبرز التقرير، الذي يعد جزءاً من معرض "آراب هيلث"، العبء الاقتصادي الذي يشكله داء السكري على دول المنطقة حيث بلغ حجم الإنفاق عليه 21.3 مليار دولار أمريكي ومن المتوقع أن يقفز بنسبة 67٪ ليصل إلى 35.5 مليار دولار بحلول عام 2045. ليس هذا فحسب، بل إن أعلى معدلات السمنة بين البالغين على مستوى العالم تتواجد في 8 دول من المنطقة هي الكويت وقطر ومصر والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والأردن ولبنان بنسب تتراوح ما بين 27٪ إلى 40٪ من إجمالي عدد السكان.

ويأتي هذا التقرير الذي أصدرته "كوليرز إنترناشيونال" بالتزامن مع معرض "آراب هيلث 2019" الذي يُعقد في الفترة من 28 إلى 31 يناير المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، حيث يقدم تحليلاً عميقاً للعوامل الرئيسية التي تسبب داء السكري من النمط 2 والسمنة، مع التركيز بشكلٍ خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآفاقها المستقبلية.

وتعليقًا على ذلك، قال روس ويليامز، مدير معرض"آراب هيلث": "إن تطور تكنولوجيا الاتصال والتقنيات المستخدمة في قطاع الرعاية الصحية لا سيما تطبيق الذكاء الاصطناعي باتت تلعب دوراً حاسماً في مواجهة الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة، والتي تصنف اليوم من قبل الباحثين والمتخصصين في هذا المجال على أنها أكبر وباء محتمل في تاريخ البشرية. وفي الحقيقة، يشكل الأثر الاقتصادي والاجتماعي لهذا الوباء حافزاً بالنسبة لقطاع الرعاية الصحية بأكمله لتقديم حلول جماعية مفيدة لهذه الأمراض التي يعاني منها العالم".

ووفقاً للتقرير، فإن هنالك العديد من العوامل التي تساهم في انتشار داء "السكري" في منطقة الخليج والتي تشمل تغير أنماط الأكل بسبب ارتفاع مستوى الدخل والانخراط في الحياة الحضرية (38٪ فقط من سكان دول مجلس التعاون الخليجي يأكلون الفواكه والخضروات الطازجة)، وأنماط الحياة الحديثة التي لا تشجع على الحركة والأنشطة البدنية (60% من الرجال و73% من النساء لا يمارسون الأنشطة البدنية)، بالإضافة إلى وجود بعض الحواجز التي تعيق الالتزام بأنماط الحياة المفيدة وتناول الطعام الصحي، فضلاً عن قلة الوعي ونقص الثقافة المتعلقة بالغذاء، عدا عن استهلاك السكر الصناعي والمواد البديلة له، وليس مستغرباً أن تبلغ قيمة سوق المشروبات الغازية في دول مجلس التعاون الخليجي 8.4 مليار دولار أمريكي.

كما أشار تقرير "كوليرز إنترناشونال" إلى عدد من الإجراءات الوقائية التي تتخذها الحكومات في جميع دول المنطقة لمواجهة انتشار داء السكري. على سبيل المثال، وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة خارطة طريق واضحة لمواجهة ومكافحة داء السكري، وعلى الرغم من أن الحكومة لا تزال تواجه العديد من التحديات في هذا الإطار مثل تغيير نمط الحياة، والنشاط البدني والنظام الغذائي، إلا أن هذه التدابير الحكومية ساهمت في انخفاض معدل انتشار داء السكري في دولة الإمارات من 19.3% عام 2013 إلى 17.3% عام 2017.

وتشمل بعض التدابير الحالية التي تنفذها الحكومة في دولة الإمارات قيام "فريق مكافحة السمنة في مرحلة الطفولة" في أبوظبي بمكافحة البدانة عن طريق زيادة النشاط البدني لدى الأطفال بنسبة 15٪ وتقليل متوسط ​​مؤشر كتلة الجسم بنسبة 15٪ بحلول عام 2020، بالإضافة إلى فرض ضريبة بنسبة 50٪ على المشروبات الغازية و 100٪ على مشروبات الطاقة ومنتجات التبغ، وذلك بهدف خفض معدلات السمنة والسكري.

وسيحتضن معرض "آراب هيلث"، أكبر حدث للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المؤتمر الخامس لمرضى السكري الذي يجمع أفضل الخبراء والمختصين لقياس مدى انتشار "داء السكري" في المنطقة ومناقشة سبل مواجهته والوقاية منه.

وأضاف ويليامز قائلاً: "إن مؤتمر مرضى السكري الذي يقام ضمن معرض "آراب هيلث" هو المنصة المثالية للجمع بين جميع الأطراف التي تهدف إلى محاربة داء السكري في المنطقة من الهيئات الحكومية إلى الخبراء المختصين في معالجته، حيث يتيح لهم تقييم مختلف تدابير الصحة العامة ووسائل التطور التكنولوجي التي يمكن اعتمادها لمواجهة العبء المتزايد جراء انتشار هذا الداء.

يجمع معرض آراب هيلث بدورته الـ 44 الذي تنظمه إنفورما إكزيبيشنز، أكثر من 4,150 شركة عارضة من أكثر من 66 دولة ومن المتوقع حضور أكثر من 84,500 زائر من مختلف أنحاء العالم. كما يعد منصة مثالية لكبرى الشركات المصنّعة وتجار الجملة والموزعين في العالم للالتقاء بالأوساط الطبية والعلمية في منطقة الشرق الأوسط. كما يمكن للمشاركين الاستفادة من 11 مؤتمر وندوة في مجال التعليم والأبحاث في قطاع الرعاية الصحية.

Search form