84% من الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتقدون أن القطاع الخاص سيواصل نموّه خلال المرحلة المقبلة

الأربعاء 20 مارس 2019
دبي - مينا هيرالد:

كشفت نتائج دراسة استقصائيّة أجرتها شركة ’أوليفر وايمان‘ بالتعاون مع مؤسسة "إنجاز العرب"، أن 84% من الشباب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتقدون بأن القطاع الخاص سيواصل مسيرة نموّه خلال المرحلة المقبلة. وقد قدّم أكثر من نصف المشاركين بالدراسة (56%) آراءً إيجابيّة حول أداء القطاع بشكلٍ عام؛ حيث حظي القطاع بنسبة "تأييد" عالية مقارنة بالدور المهيمن الذي يمارسه القطاع العام في العديد من الدول. كما قيّمت الدراسة متطلبات سوق العمل المستقبليّة ورصدت وجهات نظر جيل الشاب حول المساهمة المُحتملة للقطاع الخاص في مسيرة النمو الاقتصادي الشاملة.

وفي نفس السياق، يرى 40% من الشباب أن الشركات متعددة الجنسيات ستكون السبب الأبرز لتحقيق النمو المستقبلي في القطاع الخاص، بينما يميل 25% منهم إلى الاعتقاد بأن هذا النمو سيستمدّ زخمه من الشركات الصغيرة والمتوسطة مقارنةً بالشركات الوطنية الكبرى والشركات الناشئة. كما يعتقد 35% من الشباب المشمولين في الدراسة أن خصخصة قطاع التعليم ستعود بالنفع الكبير على الاقتصاد، ويليه قطاعات الخدمات المهنية (30%)، والصحة العامّة (29%)، والأعمال الزراعية (28%). وتمثّلت إحدى أبرز نتائج الدراسة في أن الشركات الخاصة في قطاع التصنيع تسجّل أداءً أفضل رغم كون القطاع صغيرًا نسبيًا، بفضل قدرتها على توفير الكثير من الوظائف التي تتطلب مهارات عالية، بالإضافة إلى الاعتماد المنخفض على الواردات. وعند سؤالهم عن الاقتصاد الرقمي، أكد 88% من المستطلعين أن هذا القطاع سيشكّل قوة دافعة رئيسية للقطاع الخاص، لكن 45% منهم أشاروا إلى أن المهارات الرقمية لا تحظى بالاهتمام والدعم الكافيين في المناهج الدراسية الحالية.

وتعليقاً على نتائج الدراسة، قال كريج رانج، شريك بأوليفر وايمنا ورئيس مبادرات الأثر الاجتماعي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: "لا يزال القطاع العام مهيمنًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رغم أن القطاع الخاص قد سجّل نموًّا ملحوظًا على مدى الأعوام القليلة الماضية. وتمثل استراتيجيّات التنويع محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي، ويضطلع القطاع الخاص بدورٍ محوري في دعم جهود الحكومات لتحقيق ذلك التنويع. وتنطوي عمليات الخصخصة على نتائج تفوق في أهميتها ذات التأثيرات المالية، وخاصة من حيث القدرة على تقديم العديد من المنافع الإيجابية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الشباب يدركون على نحوٍ متزايد قيمة وأهمية القطاع الخاص، وذلك بالتوازي مع التطور الذي تشهده جميع قطاعات الاقتصاد نتيجة الإصلاحات المؤسسية وتزايد تركيز الحكومات الإقليمية على الاقتصادات الرقمية. وقد أشار الشباب المشمولين في الدراسة بوضوح إلى المجالات التي ينبغي التركيز عليها عند دخولهم سوق العمل في ظلّ المناخ الاقتصادي الحالي".

وركزّت الدراسة، التي شارك فيها حوالي 1000 شخص تراوحت أعمارهم بين 16-35 عاماً على 4 جوانب محددة من بينها التركيبة الديموغرافية للمشمولين بالدراسة، ومحركات نمو القطاع الخاص وقطاعاته المتنوعة، وتحديات ونجاحات رواد الأعمال والموظفين، وتأثيرات الاقتصاد الرقمي على منظومة التعليم.

كما أردف عاكف العقرباوي، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة "إنجاز العرب"/ عضو في مؤسسة ’جونيور أتشيفمنت‘ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائلًا: "يواجه الشباب حالياً سلسلة تحديات صعبة مثل النقص العام في الوظائف وفرص التطوير الوظيفي والمهني، بالإضافة إلى الرواتب غير التنافسية. وقد أثمر التعاون مع ’أوليفر وايمان‘ عن تحقيق نتائج استراتيجية يمكن أن يعتمد عليها جميع الجهات والأطراف المعنية المهتمة  بتمكين ودعم الشباب، وهذا بدوره سوف يسهم في تحقيق تطوّر قائم على حلول فعالة لمعالجة جملة من القضايا الرئيسية بالتوازي مع تقدّم وازدهار القطاع الخاص".

وكشفت الدراسة عن ثلاث مبادرات استراتيجية واسعة تحتاجها الحكومات للحفاظ على النمو الاقتصادي، وتوليد فرص العمل في القطاع الخاص، وجني منافع الاقتصاد الرقمي خلال المرحلة المستقبليّة. ويشمل ذلك تحسين القدرات والأنظمة واللوائح المؤسسية في القطاع، ومواءمة المنظومة التعليميّة لتركّز بشكلٍ أقوى على المهارات والخبرات، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في القطاعات الرئيسية.

Search form