نظمت وزارة الاقتصاد مشاركة أكثر من 20 شركة إماراتية في معرض إثيوبيا التجاري الدولي 2019 الذي أقيم في أديس أبابا بحضور إقليمي ودولي لمئات الشركات من عشرات الدول التي تطمح لتوسيع تواجدها في القارة السمراء من خلال البوابة الإثيوبية.
حضر افتتاح المعرض سعادة عبدالله بن أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، وسعادة محمد سالم الراشدي سفير الدولة لدى إثيوبيا وساعد العوضي المدير التنفيذي لدبي للصادرات ومحمد الصياح النعيمي النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة ومحمد ناصر الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري في وزارة الاقتصاد وبدر الجنيبي مدير دعم الصادرات بدائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي وحوالي 80 من المسؤولين ورجال الأعمال من الدولة.
وخلال كلمة له بافتتاح المعرض أشاد معالي مسجانو أرغا، وزير التجارة والصناعة الإثيوبي، بالمشاركة القوية لدولة الإمارات العربية المتحدة في معرض إثيوبيا التجاري الدولي.
وقال: إن إثيوبيا تبذل جهودا كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتقديم التسهيلات من خلال توفير مجمعات صناعية متكاملة للمستثمرين، بجانب عدد من المحفزات الاستثمارية، مشيرا إلى سعى أديس أبابا لتكون مركزا للصناعات في القارة الافريقية.
منصة حيوية
ومن جانبه قال سعادة عبدالله بن أحمد آل صالح أن المشاركة الإماراتية الكبيرة نسبيا في المعرض تأتي في سياق العلاقات المتنامية بين دولة الإمارات وجمهورية إثيوبيا حيث شهد التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين قفزة كبيرة في الفترة الأخيرة وخاصة في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري.
وأكد آل صالح أن تنظيم وزارة الاقتصاد مشاركة الإمارات في معرض إثيوبيا التجاري الدولي تأتي في إطار جهود الوزارة لتعزيز وجود المنتجات الإماراتية في السوق الإثيوبية خاصة والأسواق الأفريقية عامة ولاكتشاف أسواق جديدة، موضحاً أن المعرض يشكل منصة حيوية ويوفر فرصة جيدة للتعريف بالمنتجات الإماراتية ولإيجاد شراكات تجارية جديدة، مشدداً على أن مشاركة الدولة في هذا المعرض تساهم ايضا في إبراز مزايا السوق الإماراتي والفرص الاستثمارية المتاحة في الدولة في مختلف القطاعات.
وأضاف سعادته أن وزارة الاقتصاد تحرص باستمرارعلى تنظيم مشاركة الشركات والمصانع الوطنية في الفعاليات والمعارض الكبرى التي تقام في مختلف مناطق ودول العالم في إطار مساعيها الحثيثة الهادفة للترويج للمنتجات والصناعات الإماراتية والعمل على التعريف بها وإظهار ميزاتها التنافسية.
وتابع سعادته أن الأسواق الأفريقية واعدة وغنية بالفرص ومنها السوق الإثيوبية، من هنا يعد معرض إثيوبيا التجاري الدولي منصة حيوية للتعريف بمنجاتنا الوطنية وإبراز مواصفاتها وجودتها أمام الشركاء التجاريين في القارة السمراء عموما وإثيوبيا خاصة.
ولفت سعادة عبدالله آل صالح إلى أن المعارض التجارية الكبرى ومنها المعرض الحالي تعتبر من الأدوات والوسائل الهامة والحيوية لزيادة التبادل التجاري وتعميق وتوثيق العلاقات وفرص التعاون والدخول في شراكات جديدة بين ممثلي القطاع الخاص والمستثمرين ورجال الأعمال في البلدين.
سوق واعدة
ومن ناحيته أشار سعادة محمد سالم الراشدي سفير الدولة في أديس ابابا إلى أن إثيوبيا تعد واحدة من الأسواق الواعدة بالنسبة لدولة الإمارات نظراً للتطورالذي تشهده بيئة الأعمال فيها ووجود فرص عديدة لزيادة التبادلات التجارية بين الجانبين والدخول في شراكات استثمارية وتجارية مجدية اقتصاديا للبلدين، ويشكل المعرض الراهن فرصة هامة للتعرف عن قرب على ميزات السوق الإثيوبي وفرصه الواعدة.
وأشاد سعادة السفير بالجهود التي تبذلها وزارة الاقتصاد لدعم المنتجات الوطنية خاصة التصديرية منها، وتعزيز موقعها على خريطة الصادرات العالمية، ودعمها ورعايتها مشاركة المصنعين الوطنين في العديد من الفعاليات والمعارض الخارجية ومنها معرض إثيوبيا التجاري الدولي الهام وحرصها على تنسيق الجهود المشتركة بين مختلف الدوائر والمؤسسات المحلية لتمثيل الدولة في المحافل التجارية العالمية.
أولوية استراتيجية
و بدوره أوضح محمد حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري في وزارة الاقتصاد أن حجم المشاركة الإماراتية في معرض إثيوبيا التجاري الدولي وتنوع أنشطة الشركات والجهات المشاركة في المعرض تعكس مدى الأهمية التي توليها للتواجد في الأسواق الافريقية عموما والسوق الإثيوبية الغنية بالفرص خاصة.
وأضاف الزعابي أن تعزيز الصادرات الإماراتية وزيادة حصتها في مختلف الأسواق العالمية تعد من الأولويات الاستراتيجية التي تعمل عليها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في الدولة على المستويين الاتحادي والمحلي وفي مقدمة الشركاء غرف التجارة والصناعة ودوائر التنمية الاقتصادية والقطاع الخاص و غيرها من الجهات وخاصة المرتبط نشاطها بتنمية الصادرات.
وأكد أن وزارة الاقتصاد تسعى لتعزيز المشاركات الإماراتية في أهم المعارض التجارية الدولية لما لذلك من فائدة في تعزيز تواصل المجتمع التجاري الإماراتي مع نظرائه من مختلف دول العالم، الأمر الذي يوفر بيئة جيدة للشركات والمصانع الوطنية لإبرام العقود التجارية وبناء شراكات استثمارية جديدة.
مشاركة كبيرة
ويشارك بمعرض إثيوبيا التجاري الدولي مئات الشركات تمثل 31 دولة، بينها 20 شركة إماراتية، وتعرض الشركات المشاركة أكثر من 10 آلاف منتج في البنية التحتية والتعمير، والسيارات والطاقة والزراعة والأدوية والمواد الاستهلاكية.
شارك في وفد الدولة ممثلين من الدائرة الاقتصادية بأبوظبي وأدنوك ودبي للصادرات وغرفة الفجيرة وغرفة رأس الخيمة والاتحاد لضمان الصادرات ومجموعة الكندي ومجموعة العتيبة والخليج للسكر ومجموعة أغذية وغيرهم من الشركات.
يذكر انه قبيل انطلاق معرض إثيوبيا التجاري الدولي عقدت الدورة الثانية لملتقى الأعمال الإماراتي الإثيوبي الثاني بمشاركة وفد إماراتي كبير برئاسة سعادة عبدالله بن احمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، ومن الجانب الإثيوبي عدد من الوزراء وكبار المسؤولين وممثلي مختلف الجهات من القطاعين الحكومي والخاص من البلدين.
وركز الملتقى على بحث واستكشاف الفرص الاستثمارية وزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الروابط بين فعاليات القطاع الخاص في البلدين من مستثمرين وتجار ورجال أعمال، والتأكيد على الدخول في شراكات استثمارية مشتركة في القطاعات الحيوية الهامة للبلدين ومنها الزراعة والصناعة والبنية التحتية والخدمات وغيرها من القطاعات الهامة.
وشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة وبلغت التجارة غير النفطية حوالي 850 مليون دولار في العام الماضي وسجلت الصادرات الإماراتية إلى جمهورية إثيوبيا زيادة ضخمة في نفس العام بلغت نسبتها حوالي 45 بالمئة.
وبلغت التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الدول الأفريقية غير العربية قرابة 93 مليار درهم وتشكل ما نسبته 65% من مجمل التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع القارة الافريقية، وتأتي إثيوبيا في المرتبة 11 ضمن قائمة أهم الدول الأفريقية غير العربية لقيمة إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية وتشكل ما نسبته 3% من إجمالي تجارة الإمارات مع هذه المجموعة.
كما أن إثيوبيا تحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة أهم الدول الأفريقية غيرالعربية لقيمة إجمالي الصادرات غير النفطية وإعادة التصدير من الإمارات، وتستحوذ على ما نسبته تتجاوز 7% من إجمالي صادرات الإمارات لهذه الدول ضمن المجموعة، وتستحوذ إثيوبيا على نسبة تقارب 2% من إجمالي تجارة أفريقيا الخارجية.
وفي تصريح له خلال المشاركة، قال الدكتور مشعل الزرعوني، الرئيس التنفيذي لشركة "ماز للمحاسبة القانونية"، نرى أنه من الضروري التواجد في مثل هذه المعارض وبالأخص في القارة الأفريقية وذلك لوجود فرص استثمارية كثيرة وعائد كبير على المستثمر، نتطلع من الوزارة المزيد من المهمات إلى أفريقيا.
ومن جانبها، قالت سعادة هزيم السويدي الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للأسمدة: "إنه لمن دواعي سرورنا المشاركة في فعاليات معرض وملتقى الأعمال الإماراتي الإثيوبي والذي يساهم في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين، كما يتيح لشركة أدنوك للأسمدة الاطلاع على الفرص التجارية المتاحة في سعيها لتوسعة قاعدة عملائها وتعزيز القيمة والعائد الاقتصادي من موارد الدولة.