مشاركة فعّالة لوفد دولة الإمارات في فعاليات أسبوع الاستدامة الحضري في سنغافورة

الأربعاء 11 يوليو 2018
لقاء الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي مع لورانس وونج وزير التنمية الوطنية السنغافوري
دبي - مينا هيرالد:

في إطار مشاركة وفد الإمارات العربية المتحدة في فعاليات أسبوع الاستدامة الحضري والذي أقيم في الفترة من 8 إلى 11 يوليو الجاري في جمهورية سنغافورة، شارك معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، في العديد من الفعاليات لتعزيز الاستدامة العالمية وعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين والخبراء في مجال الاستدامة والحفاظ على البيئة.

وخلال الجلسة الحوارية الرئيسية لقمة البيئة النظيفة المقامة ضمن فعاليات أسبوع الاستدامة الحضري، استعرض معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي تجربة دولة الإمارات وخطواتها الناجحة ودورها البارز عالمياً في جهود تحقيق الاستدامة وتوظيف أحدث التقنيات وعنصر الابتكار في ضمان استدامة الموارد الطبيعية والحد من تداعيات التغير المناخي والحفاظ على البيئة.

وقال معالي الدكتور الزيودي خلال الجلسة إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات حرصت منذ تأسيسها على ترسيخ مفاهيم الاستدامة والحفاظ على البيئة في عقول ونفوس أبنائها. وأشار إلى أن الإمارات، وعلى الرغم من حداثة عمرها الذي قارب 47 عاماً، بذلت جهوداً بارزة على المستويين المحلي والعالمي في تلك المجالات، ومنها اعتماد الخطة الوطنية للتغير المناخي 2050، وخطة الطاقة 2050 والتي تستهدف رفع معدل الاعتماد على الطاقة النظيفة من إجمالي الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50%.

وأضاف معاليه: "تساعد الإمارات على المستوى العالمي العديد من الدول النامية لرفع معدل استدامتها البيئية عبر مبادرات المنح والقروض الميسرة، كما تنظم وتستضيف الدولة منصات دولية تهتم بالاستدامة والتحول للطاقة النظيفة مثل أسبوع ابوظبي للاستدامة، والقمة العالمية للحكومات."

وحول ندرة المياه وجهود استدامتها أوضح الدكتور الزيودي: "تمثّل ندرة المياه تحدياً هاماً لدولة الإمارات، لذا يجري العمل على توظيف أحدث التقنيات والابتكارات في تحقيق استدامة المياه عبر برامج ومبادرات عدة، ومنها برنامج استخدام الطاقة المتجددة في تحلية مياه البحر، والذي تقود شركة "مصدر" لطاقة المستقبل جهود تنفيذه وسجلت حتى الأن تحسناً بنسبة 75% في كفاءة عمليات التحلية وصداقة البيئة، بالإضافة إلى برنامج الاستمطار والذي أثبت فعالية عالية في زيادة معدل هطول الأمطار وكميتها."

وتناول معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي في حديثه خلال الجلسة جهود دولة الإمارات في إدارة ملف النفايات، قائلا: "إن معدل الإنتاج الفرد من النفايات في الإمارات يعد من أعلى المعدلات عالمياً، لذا تبذل الدولة جهوداً مكثفة للتعامل مع هذه المعدلات المرتفعة، بما في ذلك خفض معدلات توليدها ورفع نسبة إعادة النفايات ومعالجتها بعيداً عن المكبات بنسبة 75% بحلول عام 2021".

كما أشار معاليه في حديثه إلى جهود الإمارات في خفض معدل الانبعاثات الكربونية موضحاً أن الدولة أعطت أولوية لزيادة المساحة الزراعية، وبالأخص الأشجار المحلية مثل أشجار المانغروف، مما يحقق تأثيرات إيجابية واسعة النطاق على البيئة البرية والبحرية ويسهم في خفض نسب ثاني أكسيد الكربون في الجو."

وأضاف: "بالتوازي مع هذه الجهود كافة، عملت دولة الإمارات على نشر الوعي العام لدى كافة فئات المجتمع حول مفهوم الاستهلاك والإنتاج المستدامين، وتحقيق التوازن الفعال بين توجهات النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة واستدامة مواردها. ولضمان تحقيق هذه الأهداف ركزت الإمارات ضمن استراتيجيتها على إشراك الشباب في تنفيذ كافة تلك الجهود."

وفي كلمته خلال مشاركة وفد الدولة في مؤتمر "أسبوع المناخ لدول آسيا والمحيط الهادي" المنعقد على هامش "أسبوع الاستدامة الحضري"، أكّد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي على أن الحد من تأثير تداعيات التغير المناخي والتكيف معها على رأس جدول أعمال دولة الإمارات ويحظى باهتمام كبير من قيادتها الرشيدة.

وتحدث معاليه حول تجربة الإمارات وخطواتها البناءة في تطبيق منظومة النقل المستدام ضمن جهودها لتحقيق الاستدامة والتكيف مع تداعيات التغير المناخي والحد من مسبباتها، مشيراً إلى أن هذه المنظومة تمثل أحد المكونات الرئيسية للأجندة الخضراء للدولة 2030.

واستعرض الدكتور الزيودي في كلمته العديد من التجارب والمبادرات في مجال النقل المستدام والحفاظ على البيئة، ومنها تحرير أسعار الوقود بهدف خفض معدل الاستهلاك، وإنشاء شبكة متكاملة من المواصلات العامة تضم حافلات، ومترو، وشبكة سكة حديد تخدم الدولة بالكامل، والتي يعمل جزء منها بالكهرباء ويتم إدخال المركبات الهجينة في الجزء الباقي. ولفت معاليه إلى تجربة إمارة دبي في زيادة معدل استخدام المواصلات العامة من 6% عام 2006 إلى 16% في 2016.

كما أشار معاليه إلى جهود الدولة في تعزيز استخدام السيارات الكهربائية وتوفير محطات الشحن في نقاط ومراكز رئيسية عدة داخل المدن والطرق الرابطة بينها، وتوجه إمارة دبي إلى توفير 200 محطة شحن لهذا النوع من السيارات بنهاية العام الجاري.

ومن جهة أخرى، عقد وفد الدولة المشارك في أسبوع الاستدامة الحضري في سنغافورة برئاسة معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي مجموعة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلين عن مؤسسات القطاع الخاص المتخصصة في مجال البيئة والاستدامة والاستثمار الزراعي، كما زار الوفد عدداً من المراكز والمرافق المتخصصة في المجال البيئي والزراعي والأبنية الخضراء في سنغافورة، بهدف الاطلاع على أحدث التجارب والتقنيات المطبقة في القطاعات التي تشرف عليها هذه المراكز والمرافق.

جديراً بالذكر أن أسبوع الاستدامة الحضري الذي تنظمه دولة سنغافورة يمثل  مظلة عامة سنوية تشمل إقامة عدد من الفعاليات المتخصصة في القطاع البيئي والاستدامة، ومنها قمة البيئة النظيفة، وأسبوع سنغافورة الدولي للمياه، وقمة المدن العالمية، وتناقش فعالياته الأوضاع البيئية الراهنة ومتطلبات تحقيق الاستدامة على مستوى القطاعات البيئية كافة، وآليات الحفاظ على الموارد الطبيعية وتنميتها وتوظيف أحدث التقنيات لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى مؤتمر "أسبوع المناخ لدول آسيا والمحيط الهادي" والذي يناقش المساهمات الوطنية المحددة للدول الأعضاء في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ.

Search form