دراسة جديدة تستعرض الفرص التي تمكن الماليين من الارتقاء بدورهم الاستراتيجي ضمن مؤسساتهم

الأربعاء 15 أغسطس 2018
هنادي خليفة، مديرة العمليات في معهد المحاسبين الإداريين لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند
دبي - مينا هيرالد:

كشف معهد المحاسبين الإداريين بالتعاون مع "مركز ديلويت للرقابة المالية" (Deloitte Center for ControllershipTM) النقاب عن تقرير جديد يشير إلى أن الكثير من المراقبين الماليين يشعرون بأنهم "مقيدون" ضمن الدور التقليدي المناط بهم بموجب مناصبهم الوظيفية، حيث ينحصر عملهم في تحليل العمليات وإرساء الميزانيات، بينما يتاح لعدد قليل منهم فرصة الانتقال لشغل مناصب تنفيذية.

ويسلط التقرير الضوء، الذي جاء بعنوان "الخروج من الصندوق: سبل الارتقاء بدور المراقبين الماليين"، على الجهود والوقت الذي يمضيه المراقبون الماليون في الولايات المتحدة للخروج بحلول فعّالة تتيح لهم الحصول على أدوار استراتيجية ضمن المستويات التنفيذية. وأشار التقرير إلى أن المراقبين الماليين الذين شملهم الاستطلاع يمضون عادة ما يقارب 70% من وقتهم في أداء المهام التقليدية مثل إنهاء الحسابات المالية والتأكد من الامتثال إلى المعايير المحاسبية، وهو الأمر الذي يحد من الوقت الذي يمكنهم تكريسه للتفكير والتخطيط الاستراتيجي.

وفي معرض تعليقه حول هذه النتائج، قال كيب كرومويد، المحاسب الإداري المعتمد والمحاسب القانوني المعتمد والحائز على شهادة الدكتوراه ومدير الأبحاث في معهد المحاسبين الإداريين: "يصعب على الكثير من المراقبين الماليين المساهمة بشكل فاعل في التخطيط الاستراتيجي نظراً لانشغالهم في أداء مهامهم الوظيفية ضمن أقسام المحاسبة في مؤسساتهم، وبالتالي لا تتاح لهم فرصة المشاركة في المناقشات الاستراتيجية التي تنعقد مع فرق الإدارة التنفيذية. تينطوي مناصب الرقابة المالية على مزيج من المسؤوليات الاستراتيجية والتقليدية، ولكن يتمثل التحدي الأبرز الذي يواجههم في الحفاظ على التوازن في أداء مهامهم، ولا سيما عندما ترجّح الظروف أداء المهام التقليدية".

وغالباً ما تؤدي قلة الوقت الذي يمكن للمراقب المالي تكريسه للجوانب الاستراتيجية إلى حدوث تراجع في المهارات، الأمر الذي يعرقل تطوره الوظيفي، ويوحي بأن المراقبين الماليين ليس لديهم المعلومات أو الرؤى الاستراتيجية اللازمة لدعم قرارات المؤسسة الرئيسية. كما نوّه التقرير أن تدفق التكنولوجيا الناشئة والتركيز المتنامي على الامتثال إلى المعايير المحاسبية الجديدة تعتبر عوامل مساهمة في حدوث نقص في المهارات.

بدورها، قالت بيث كابلان، المدير الإداري في "مركز ديلويت للرقابة المالية" وشركة ’ديلويت آند توش‘: "يتردد منذ أعوام أن القيادات المالية تتطلع إلى منح المراقبين الماليين أدواراً استراتيجية أكبر ضمن مؤسساتهم. ولتعزيز مشاركتهم في المشاريع الاستراتيجية وتسهيل حصولهم على مناصب وظيفية ضمن الأدوار القيادية، فإنه يتعيّن تطوير مهارات المراقبين الماليين ومنحهم المزيد من الوقت للاضطلاع بهذه المهام الجديدة".

ويقدّم التقرير عدداً من الحلول والوسائل التي تتيح للمراقبين الماليين إمكانية تحسين مراكزهم، بما في ذلك التواصل مع القيادات العليا في مؤسساتهم لإبراز وتوضيح مدى استعدادهم للاضطلاع بالمزيد من المهام والمسؤوليات الاستراتيجية. كما يتناول التقرير سبل الاستفادة من التقنيات الناشئة مثل الروبوتات، والأتمتة، ومنصات الأجهزة المتنقلة، والتحليلات البصرية والتي يمكنها توفير المزيد من الوقت للمراقبين الماليين بما يتيح لهم إمكانية قضاء وقت أكبر في إنجاز المهام الاستراتيجية. كما يشير التقرير إلى أنه ومن خلال تعلّم آليات سير العمل في المؤسسات ومعرفة العوامل التي ترتقي بالقيمة، يمكن إضافة مصطلحي "متخصص بالشؤون الاستراتيجية" و"متخصص في تحفيز الأعمال" إلى وصف المنصب الوظيفي للمراقب المالي، فضلاً عن الأثر الإيجابي الذي يتركه ذلك على دوره في مجال الرقابة المالية.

من جانبها، قالت هنادي خليفة، مديرة العمليات في معهد المحاسبين الإداريين لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند: "ثمة حاجة ملحّة وواضحة إلى توفير مزيد من الكفاءة في أماكن العمل، ما يفسح المجال أمام المراقبين الماليين للمشاركة في التخطيط الاستراتيجي وعمليات صنع القرار. ويبين لنا التقرير بأنه من خلال اعتماد التكنولوجيا والابتكارات الجديدة، يمكن توفير المزيد من الوقت خلال أداء المهام اليومية، وبالتالي إتاحة مزيد من الوقت للعمل على بناء وتوفير القيمة. ونشهد حالياً توجهاً مماثلاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث يسهم تنامي معدلات استخدام التكنولوجيا الحديثة في زيادة الإنتاجية ضمن عدد من القطاعات بما في ذلك قطاع المحاسبة الإدارية. ومن هنا، فإننا نحافظ على التزامنا الراسخ والمتمثل بدعم المحاسبين الإداريين عبر استخدام التكنولوجيا والابتكار كمحفز لعمليات التخطيط الاستراتيجي".

أخبار مرتبطة