جلسة المجلس العالمي لإكسبو 2020 تبحث تعاون صناع التغيير والشركات من أجل اقتصاد عالمي شامل

الخميس 28 مارس 2019
هزاع القحطاني ، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في رواندا يوقع على كتاب المجلس العالمي
كيغالي - مينا هيرالد:

بحثت مبادرة المجلس العالمي لإكسبو 2020 دبي، التي عقدت أحدث جلساتها في مدينة كيغالي عاصمة رواندا، العلاقة بين الشركات الدولية الكبرى والشركات الأصغر حجما، والسعي المجتمعي من أجل اقتصاد عالمي شامل.

ونوقش الطرح الخاص بتميز الشركات الناشئة بعوامل الابتكار وسرعة التأقلم واتصالها القوي بعملائها. أما الشركات الكبرى، فتمتلك أثرا اقتصاديا ضخما واسع النطاق، وبنية تحتية يحلم بها أي رائد أعمال. فكيف إذن يمكن أن تتعلم الشركات على اختلاف أحجامها من بعضها البعض وتدعم بعضها البعض لخلق اقتصاد عالمي شامل ومتنوع يمكن للجميع الازدهار فيه؟

والثابت أن تنقل المواهب والكفاءات بين الحدود، وحتى بين المؤسسات، له أثر هائل في المساعدة على تشكيل الأفكار في عالم أكثر اتصالا ولكنه يواجه في الوقت ذاته انقسامات متزايدة. وتثبت أفريقيا بالفعل أن التنقل عبر الحدود والتعاون أمران جوهريان في عالم تهيمن عليه الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات، لكن في الوقت ذاته لدى الشركات الصغيرة من النشاط والقدرة على التأقلم والتحرك بسرعة ما يكفي لانطلاقها بقوة قد تفوق الشركات الأكبر.

والمجلس العالمي تجمع رسمي شامل. وتهدف سلسلة حوارات "المجلس العالمي" من إكسبو 2020 دبي إلى مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، مستوحية تقاليد المجالس العربية والإماراتية العريقة التي تتيح للحضور على اختلاف مشاربهم الجلوس معا، واكتساب رؤى جديدة من خلال تبادل وجهات النظر بشأن المواضيع المهمة لمجتمعاتهم.

وفي الجلسة التي عقدت أمس، التقى قادة الحاضر والمستقبل من أنحاء أفريقيا ودولة الإمارات العربية المتحدة في مكتبة كيغالي العامة بقرية الابتكار في مدينة كيغالي عاصمة رواندا.

استضاف الجلسة نجيب محمد العلي، المدير التنفيذي لمكتب إكسبو 2020 دبي، وأدارها جيورجي نديرانغو من بي.بي.سي أفريقيا. وعقدت الجلسة تحت عنوان "مواهب بلا حدود: كيف يتواصل الاقتصاد العالمي مع صناع التغيير المحليين؟" بحضور محمد ديوجي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إم.إي.تي.إل، وكلوديت إيريري، الأمين الدائم لوزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في رواندا، وأمين  غافارانغا الرئيس التنفيذي لقرية الابتكار في كيغالي، وآدم جونز، نائب رئيس ماستركارد ومدير أنشطة منطقة شرق أفريقيا وهنري أوموناكوي، الشريك المؤسس لشركة (كومباوند55)، والدكتورة شيفون بياموكاما، نائب الرئيس التنفيذي، شركة بابيل رواندا.

وتناول المجلس في نسخته التي عُقدت في رواندا الطبيعة المتغيرة لكيفية تنمية المواهب والاستفادة منها والدور الرائد الذي تلعبه أفريقيا في التواصل بين الشركات الصغيرة والكبيرة.

وقال هنري أوموناكوي، الشريك المؤسس لشركة (كومباوند55) "لكي تستمر الشركات والحكومات والقطاع الخاص، أو الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم، نحتاج جميعا إلى العمل في بيئة واحدة؛ نحتاج جميعا إلى العمل على نحو يتسم بروح التعاون لأن النجاح الذي تحققه شركة صغيرة أو متوسطة هو نجاح لنا، ونجاح للحكومة، ونجاح للقطاع الخاص.

"تحفل رواندا بالشركات الناشئة. بإمكانك أن تأتي ببعض الأفكار، وتختبر أفكارك، وتكون أمامك المساحة لتنفذها من خلال الحكومة؛ لكن هذا ليس كافيا.  فالشركات أيضا بحاجة إلى معرفة كيف يمكنها المشاركة. على سبيل المثال، كيف يمكنهم دعم النظام البيئي من خلال أمور بسيطة مثل الفعاليات التي يرعونها من أجل تحقيق التواصل بين الناس، لأنك إن لم تكن تملك الاتصالات والروابط حتى بالحد الأدنى، فكيف يمكنك إذا أن تنتقل بفكرة ما إلى المستوى التالي؟"

وقال آدم جونز، نائب رئيس ماستركارد ومدير أنشطة منطقة شرق أفريقيا، "كمنظمة تعمل في القطاع التكنولوجي، وعلى وجه التحديد القطاع المالي في أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء، نرى أن هناك منظمات صغيرة ونشيطة يمكنها أن تتحرك بسرعة أكبر مما استطعنا نحن. لكن يمكننا أن نفتح أمامهم الآفاق الممكنة وشبكات العلاقات وإمكانية التحاور مع المعنيين، لتكون النتيجة بعد ذلك أنهم سيصبحون قادرين على النمو بسرعة. تأتي بعد ذلك الكيفية التي يمكنك أن تعزز بها الحوار لتكون قادرا على الوصول به إلى التحول لأداة متكررة الاستخدام على نطاق واسع حول العالم".

واختار برنامج المجلس العالمي لإكسبو 2020 استضافة أحدث جلساته في أفريقيا تقديرا للتحول الذي حققه رواد الأعمال على الساحة الاقتصادية في أنحاء القارة، وفي الوقت الذي تجهّز فيه الدول الأفريقية أجنحتها استعدادا لإكسبو الدولي المقبل، الذي سيكون الأول على الإطلاق الذي يضمن أن يكون لكل بلد مشارك جناحه الخاص لعرض إنجازاته وتطلعاته.

وقال نجيب محمد العلي، المدير التنفيذي لمكتب إكسبو 2020 دبي، "لدى إكسبو 2020 إمكانية التأثير الإيجابي على العالم خارج حدود دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال برامج مثل المجلس العالمي، كونه أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا".

أضاف "نأمل أن تفتح الأفكار والرؤى التي جرت مناقشتها خلال جلستنا في رواندا حوارا إقليميا وعالميا حول أهمية دعم صناع التغيير، ورواد الأعمال، والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. نريد توفير بيئة أعمال شاملة تتميز بالتنوع، وتسليح الجيل القادم بالأدوات التي تمكنه من إحداث أثر بنّاء في مستقبل أفريقيا ومستقبل العالم".

ويدعم إكسبو 2020 الحلول المبتكرة لتعظيم أثرها من خلال برنامج الشراكة والابتكار "إكسبو لايف" والذي يسهم في الإرث الاجتماعي لإكسبو 2020 دبي. ويدعم إكسبو لايف المشاريع المبتكرة ذات الأثر الإيجابي على المجتمعات والبيئة من خلال شعار الابتكار من الجميع وإلى الجميع.

ويقدم إكسبو لايف منحا يمكن أن تصل إلى 100 ألف دولار للمبتكرين وتم حتى الآن تقديم منح لاثنين وأربعين مبتكرا من 70 دولة والعديد منهم من أفريقيا بما فيها رواندا حيث يقدم البرنامج الدعم لمشروعي "بابيل رواندا" و"نورو إينرجي" من خلال التمويل والتوجيه والإرشاد وتقديم الدعم الإعلامي.

كانت الجلسة السابقة للمجلس العالمي عُقدت في شنغهاي تحت عنوان "مستقبل المدن: إكسبو الدولي كتجربة في التغير الكبير"، وناقش 25 من قادة اليوم والغد مستقبل الحياة في المدن، فضلا عن قدرة إكسبو الدولي على التأثير على تطور المدن المضيفة وما حولها في الأجل الطويل.

وتمثل مبادرة المجلس العالمي امتدادا للمجلس التقليدي، الذي يهدف إلى توفير مساحة من الحوار القائم على الاحترام ومشاركة الجميع، والذي يفتح الباب أمام الآراء المشجعة على التفكير، ويحتضن التواصل البناء بين الناس والأفكار الجديدة، ويرسم صورة إيجابية للمستقبل.

وسيُعقد إكسبو 2020 دبي في الفترة من 20 أكتوبر 2020 إلى 10 إبريل 2021. ومن المتوقع أن يجتذب 25 مليون زيارة، وسيكون 70 بالمئة من زواره من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة – وهي أكبر نسبة من الزوار الدوليين في تاريخ إكسبو الدولي الممتد منذ نحو 170 عاما. وأكد عدد قياسي من الدول بلغ 190 دولة المشاركة، ومن بين هؤلاء دول أفريقية كبرى. وسيشارك الاتحاد الأفريقي أيضا للمرة الأولى.

أخبار مرتبطة