تعزيز النمو المؤسسي من خلال المواجهة الفعالة لمخاطر الابتكار

الإثنين 23 أبريل 2018
دبي - مينا هيرالد:

في ظل الثورة المستمرة التي أحدثتها الابتكارات التكنولوجية في عالم الأعمال، تجد المؤسسات نفسها في مواجهة مخاطر  من نوع جديد وتحديات غير مسبوقة. وقد تناولت بي دبليو سي هذا الموضوع في دراسة مراجعة المخاطر  لعام 2018 والصادرة تحت عنوان "إدارة المخاطر والنمو في عصر الابتكار" والتي توضح كيف يمكن تسليح المؤسسات بالقدرات اللازمة لجني ثمار جهودها في عالم الابتكار والارتقاء بمستوى إدارتها للمخاطر المصاحبة له بهدف تحقيق النمو المستقبلي وذلك من خلال إقرار مجموعة فريدة من ممارسات إدارة المخاطر.

وتبحث دراسة بي دبليو سي في الإجراءات التي يتخذها المدراء المسؤولون عن إدارة المخاطر لتحقيق التوازن المناسب بين المخاطر  والمكاسب مع التزامهم بالتوجه نحو الابتكار وذلك بناء على استطلاع شارك فيه ما يزيد عن 1500 من كبار مسؤولي إدارة المخاطر التنفيذيين، تتراوح مناصبهم بين مدراء إدارة المخاطر، وأعضاء في لجان التدقيق/ إدارة المخاطر، ومدراء تنفيذيين من 76 دولة على مستوى العالم. ويرى أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع (60%) أن مستوى فاعلية إدارتهم للمخاطر المرتبطة بالابتكار  يتراوح بين فعال للغاية وفعال إلى حد ما، وتطلق الدراسة على هذه المجموعة من المشاركين اسم "المتكيفين".

والمتكيفون هم مجموعة من المسؤولين عن إدارة المخاطر الذين يتفوقون على نظرائهم من المسؤولين الأقل منهم فاعلية في عدة مجالات أهمها مستوى تأثيرهم على عمليات صنع القرارات المتعلقة بالابتكار مثل استخدام التقنيات الحديثة في تطوير  منتجات جديدة (57% من المتكيفين مقارنةً بـ 18% من غير المتكيفين) والقيمة التي تحققها وحدات إدارة المخاطر تحت قيادتهم (أشار 58% من المتكيفين إلى تحقيقهم قيمة كبيرة مقارنةً بنسبة 18% من غير المتكيفين). والأهم من ذلك أن معدل ثقة المتكيفين في برامج إدارة المخاطر لديهم  وقدرتها على التعاطي بفاعلية مع المخاطر الناشئة عن التقنيات الحديثة بما في ذلك المخاطر الناشئة عن الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء يبلغ ضعفي أو ثلاثة أضعاف معدل ثقة غير المتكيفين في برامجهم، كما أن المتكيفين يميلون إلى توقع نمو الإيرادات أكثر من غيرهم.

وفي هذا الشأن، صرح أندرو ماكفيرسون، الشريك المسؤول عن قطاع حوكمة المخاطر والامتثال والتدقيق الداخلي العالمي في بي دبليو سي، قائلاً: "تسعى المؤسسات في أنحاء العالم إلى الاستفادة من التقنيات الناشئة والمبتكرة لتحقيق النمو. ولكن الاستفادة بشكل كامل من هذه الفرص تتوقف على سير إدارة المخاطر والابتكار جنباً إلى جنب في كل خطوة تخطوها المؤسسة في هذا الطريق. ومن هنا يحرص المتكيفون على مشاركة مسؤولي إدارة المخاطر التابعين لهم في جميع مراحل دورة الابتكار وتعاملهم مع المخاطر التي قد تصاحب الابتكار سواء أكانت مخاطر معلومة مسبقاً أو غير متوقعة. ويتميز المتكيفون بتنوع السبل التي يطرقونها لمواجهة المخاطر،  ويتميزون كذلك بتضاعف الرغبة لديهم في الإشادة بقدرة أقسام إدارة المخاطر التابعة لهم على تحقيق قيمة كبيرة".

وفي تعليقه على الدراسة، صرح ستيفن دريك، الشريك المسؤول عن خدمات تدقيق  المخاطر في بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلاً: "لقد انتشرت أجندة إدارة المخاطر بشكل غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط. فمع تزايد الضغوط التي تواجه الشركات والمؤسسات من أجل مواكبة حركة الابتكار،على الشركات والمؤسسات تحقيق التوازن المناسب بين المخاطر والمكاسب من أجل تحقيق النجاح. وفي حين أن مزايا التكنولوجيا كبيرة، إلا أنه يجب التأكيد على أهمية اتباع الأسلوب المناسب لإدارة المخاطر والذي قد يؤدي إلى ضياع الاستثمارات التي تم ضخها في التطور التكنولوجي. وفي هذا السياق تبرز أهمية بناء الثقة التي بدورها  توفر البيئة الملائمة لإدارة المخاطر في ظل العالم الرقمي".

ونظراً للفوائد العديدة التي يحققها تبني الابتكار مع الوعي بالمخاطر المصاحبة له، يقدم لنا استطلاع بي دبليو سي خمسة أوجه تميز المتكيفين عن غير المتكيفين:

  1. المشاركة المبكرة في دورة الابتكار وغالباً ما تكون هذه المشاركة في جميع مراحل الدورة:تبلغ نسبة المتكيفين الذين يقدمون المشورة بشأن أنشطة الابتكار قبل مرحلة التخطيط الضعف.
  2. تطبيق العديد من الإجراءات لمواجهة المخاطر التي يمكن التعرض لها بسبب المبادرات الجديدة: يميل المتكيفون إلى تنفيذ أربعة خطوات أو أكثر  بدءاً من إعادة النظر في الأهداف والاستراتيجيات إلى إشراك الغير في مواجهة المخاطر.
  3. تعديل مستوى تقبل المخاطر ودرجات تحملها بين الحين والآخر: يعدل المتكيفون مدى تقبل مؤسساتهم للمخاطر المرتبطة بأنشطة الابتكار الثمانية المذكورة في الاستطلاع وغالباً ما يكون هذا التعديل عند ابتكار منتجات جديدة خارج نطاق المنتجات الرئيسية التي تقدمها المؤسسة وعند تطبيق تقنيات حديثة.
  4. تسخير المهارات والكفاءات والأدوات الجديدة لدعم الابتكار: أفاد 58% من المتكيفين أنهم يعملون على تعزيز قدراتهم في إدارة المخاطر بإضافة مجموعات جديدة من المهارات، فيما ذكر 39% فقط من غير المتكيفين أنهم يخططون لذلك.
  5. رصد وتقييم فاعلية إدارة المخاطر بطرق متعددة: يستعين 51% من المتكيفين بأطراف خارجية لتقييم قدرات إدارة المخاطر لدى مؤسساتهم، بينما تقف نسبة من يلجأون إلى هذه الطريقة من غير المتكلفين لتقييم فعاليتهم عند 27% .

لابد أن تعي المؤسسات أن إدارة المخاطر والابتكار متلازمان، فالابتكار يفتح أمام المؤسسات أبواباً وفرصاً كثيرة. ولا شك أن الوعي الشديد بالإجراءات اللازمة لمواجهة المخاطر المصاحبة للابتكار سواء أكانت معلومة مسبقاً أم غير متوقعة قد يزود مسؤولي إدارة المخاطر بما يلزمهم لتحقيق النجاح في هذه البيئة التي تتسارع فيها وتيرة التغيير. ومن هذا المنطلق ينبغي إشراك مسؤولي إدارة المخاطر  في جميع مراحل دورة الابتكار لتحديد المخاطر المرتبطة بالابتكار وتقييمها وإدارتها على النحو الأمثل.

أخبار مرتبطة