بيانات "لينكدإن" تعرض خريطة النموّ الاقتصاديّ في الإمارات

الإثنين 31 أكتوبر 2016
علي مطر، رئيس حلول المواهب في "لينكدإن" في أسواق النمو وجنوب أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معالي الدكتور أحمد بالهول، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي ومعالي الدكتورة عائشة بن بشر، المدير العام لمكتب دبي الذكية

دبي - مينا هيرالد: أصدرت "لينكدإن"، أكبر شبكة للمحترفين في العالم، بحثاً جديداً يتناول الاقتصاد الإماراتي ويُظهر أنّ الإمارات تغدو مركزاً مزدهراً للأعمال التجارية والصناعية. وقد تطابقت نتائج هذا البحث مع رؤية حكومة الإمارات الهادفة إلى دعم التنمية الاقتصادية في البلاد في مجال البنية التحتيّة والصناعات.
وقد أشارت البيانات إلى أنّ 60% تقريباً من الموارد البشرية في الإمارات تعمل حالياً في شركات محلية. وتعكس هذا الإحصائيّة الحديثة استثمار الشركات المحلية الكبير في شباب الإمارات والدعم البالغ الذي تلقاه المواهب الإماراتية الشابة من العديد من القطاعات مثل الخدمات المصرفية، والطيران، والاتصالات، والضيافة، والتجزئة. كما يُظهِر البحث أنّ الشركات الإماراتية تحتلّ الصدارة في دعم القوة العاملة المحلية رغم وجود حضور إقليمي يبلغ المئات لشركات دوليّة في الإمارات.
يشكّل البحث جزءاً من رسم "لينكدإن" البياني الاقتصادي، وهو عبارة عن مسح رقميّ للاقتصاد العالمي. تعمل "لينكدإن" حالياً على تطوير الرسم البياني الاقتصادي الأول في العالم وتهدف رؤيتها إلى توفير فرصة اقتصادية لكل فرد من القوة العاملة حول العالم. يشمل الرسم البيانيّ كل فرصة عمل متاحة في العالم والمهارات اللازمة للحصول على هذه الفرص، إضافة إلى ملفات كل شركة تقدّم هذه الفرص والملفّات المهنية لكلّ فرد من القوة العاملة حول العالم، والتي تضمّ 3.3 مليار شخص مما يؤدي إلى تبادل الخبرات المهنيّة المتوفرة بين هذه المؤسسات والجهات المختلفة.
وُضع الرسم البياني الاقتصاديّ في دولة الإمارات بالارتكاز على البيانات المستقاة من المستخدمين المسجّلين في داخل الإمارات والبالغ عددهم 3 ملايين. وقد صدرت النتائج اليوم في مقرّ "لينكدإن" في دبي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وحضور معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، وسعادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، المدير العام لمكتب دبي الذكية.
ويهدف تعاون "لينكدإن" مع وزارة التربية والتعليم إلى تزويد الطلاب بالمعلومات اللازمة لاكتساب مهارات المستقبل. حيث ستساعدهم نتائج الرسم البيانيّ الاقتصادي على تحديد المؤهّلات التي يحتاجون إليها ليصبحوا أكثر قابلية للتوظيف. فقد أظهرت النتائج أنّ الهندسة المدنية، وإدارة الأعمال، وعلوم الحاسوب هي أهم المجالات التي يخوضها الطلاب الجامعيون في الإمارات، فيما شكّلت الهندسة الصناعية، وإدارة الأعمال، وعلوم الحاسوب حقول الدراسة الأكثر رواجاً بين الطلاب الذين يتابعون دراساتهم العليا. وأتت المهارات التكنولوجية كعنصر مشترك بين جميع المجالات. وقد أصدرت "لينكدإن" مؤخراً في هذا الإطار دراسة عن "أهمّ المهارات في الإمارات لعام 2016،" تناولت بالتحديد المهارات التي يبحث عنها أرباب العمل في الإمارات. وتبيّن أنّ ستة من أهمّ عشر مهارات واردة ترتبط بقطاع التكنولوجيا فيما احتلّ التحليل الإحصائيّ واستخراج البيانات المركز الأول.
كذلك، كشف البحث عن مجموعة المهارات الأساسية الضرورية لمستقبل الابتكار في الإمارات. فقد صنّف المنتدى الاقتصادي العالمي علوم الروبوتات، وعلم البيانات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء كأبرز عوامل الحسيّة والرقمية الأساسية المحرّكة للثورة الصناعية الرابعة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المهارات مطلوبة جداً في الإمارات كما تمنح شهادة الخبرة في البيانات الضخمة للمتقدّمين بطلب عمل الأفضلية عند التوظيف. وتحتل الإمارات حالياً المنصب 16 عالمياً في مواهب الطباعة والتصميم ثلاثي الأبعاد. وأكثر من 60% منهم يعملون لدى شركات إماراتية محليّة.
في هذا الإطار، قال علي مطر، رئيس حلول المواهب في "لينكدإن" في أسواق النمو وجنوب أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "شكّل إصدار الرسم البياني الاقتصاديّ في دولة الإمارات خطوة مهمة بالنسبة إلى "لينكدإن." فنحن ملتزمون بشدة بهدفنا القائم على توفير فرصة اقتصادية لكل فرد من القوة العاملة حول العالم. ومن خلال شراكتنا الاستراتيجية مع وزارة التعليم وحكومة دبي الذكية، أصبحنا أقرب إلى تحقيق هذه الأهداف في الإمارات. يعتبر الرسم البياني الاقتصاديّ في دولة الإمارات أول رسم بيانيّ اقتصادي يتمّ إصداره في الشرق الأوسط ونعتزم أيضاً نشر الخريطة الرقمية في المنطقة. وتشكّل نتائج هذا الرسم مؤشرات إيجابية عن التمنية الاقتصادية المحلية والثقة التي يضعها المواطنون الإماراتيون في الإمارات كمركز أعمال تجارية وصناعية."
من جهته، قال معالي الدكتور أحمد بالهول، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي: "أهنئ "لينكد إن" على إطلاقها مبادرة الرسم البياني الاقتصاديّ في دولة الإمارات، والتي ستساعد الخريجين على استيعاب الفرص المهنية المتاحة في بلدهم وفي العالم بصورة أفضل. حيث سيلعب الرسم البياني الاقتصاديّ دوراً مهماً في تطوير معالم التعليم العالي في الدولة، وسيساهم أيضاً في تزويد طلابنا بالمهارات التي يحتاجونها لمزاولة وظائف المستقبل."
وأضافت معالي الدكتورة عائشة بن بشر، المدير العام لمكتب دبي الذكية، قائلة: "يعتبر التعاون بين القطاع الخاص وشركات مثل "لينكدإن" ضرورياً لمساعدتنا على إرساء ركائزنا الاستراتيجية والمساهمة في الاقتصاد الذكيّ. فهذا التحليل المعمّق والمبتكر للبيانات يتماشى مع هدفنا، ألا وهو رفع مستوى سعادة الأفراد في دبي. ومن خلال فهم اقتصاد الإمارات وشبكة المواهب بصورة أفضل، يمكننا العمل معاً لتمكين المقيمين في البلاد. تفتخر مدينة دبي الذكية بتحديد أفضل الممارسات العالمية ونقدّر الجهود التي تبذلها "لينكدإن" حول العالم من خلال الرسم البيانيّ الاقتصاديّ. فنحن سعداء بكون الإمارات أول سوق إقليمي يُطرح فيه الرسم البيانيّ الاقتصاديّ ونتطلّع لاستخدام البيانات لرفع مستوى السعادة في الإمارات قدر الإمكان."
تُظهر نتائج الرسم البيانيّ لاقتصاد الإمارات أنّ 58% من القوة العاملة المقيمة في الإمارات تشغل وظائف لدى شركات محلية ومؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم وشركات ناشئة معروفة. أما الجزء المتبقي يعمل لدى شركات مقرّها في الولايات المتحدة الأمريكية والهند وأوروبا.
وبالنسبة إلى إيجاد وظيفة محلياً، يفضّل معظم المتخرّجين العمل في شركات في الإمارات. فقد اختار 75% ممن درسوا في الجامعات الإماراتية البقاء في الإمارات وأظهروا اهتماماً بالغاً في المساهمة في المجتمع المحلي وتطويره.
بالمقابل، يعتبر قطاع الخدمات المهنية قطاع التوظيف الذي يستخدم أكبر عدد من المقيمين في الإمارات (16%)، تليه الهندسة والعمارة (14%)، والخدمات المالية (10%)، والتجزئة والتأمين (10%)، والنقل الجوي والبري (8%) والنفط والطاقة (8%).

أخبار مرتبطة