المهارات المحاسبية والمالية عامل مهم في دعم ازدهار ريادة الأعمال في دولة الإمارات

الثلاثاء 20 ديسمبر 2016
روب ألدر، رئيس قسم تطوير الأعمال لدى "جمعية فنيي المحاسبة"

دبي - مينا هيرالد: يرى الخبراء الماليون أن حجم الطلب على مهارات المحاسبة والتمويل سيشهد ارتفاعاً في ظل المكانة المتنامية لدولة الإمارات كمركز مزدهر لرواد الأعمال، وذلك لضمان نجاح الأعمال واستمراريتها في خضم الضغوط الاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وكشفت دراسة أجريت حديثاً من قبل موقع التواصل المهني "لينكد إن" (LinkedIn)، أن دولة الإمارات لديها أعلى نسبة من رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، حيث أشارت إلى معدل نمو بنسبة 98.3% في هذا القطاع خلال الفترة التي أجريت فيها الدراسة بين مارس/آذار 2015 ومارس/آذار 2016.
وقال روب ألدر، رئيس قسم تطوير الأعمال لدى "جمعية فنيي المحاسبة": "يحتاج قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة المزدهر في دولة الإمارات والعدد المتنامي للشركات الجديدة إلى أرضية قوية من أجل الحفاظ على استمرارية الأعمال، حيث تعد الإدارة المالية السليمة عاملٌ مهم وأساسي في هذا السياق. كما تعتبر الإدارة المالية والمحاسبية مهارات تدوم مدى الحياة ولها أهمية كبيرة لرواد الأعمال من أجل ضمان استمرارية نمو أعمالهم، بمعنى أنها عامل أساسي لبقائهم في السوق".
وتعد "جمعية فنيي المحاسبة" (AAT)، إحدى الجهات العالمية المعروفة في مجال المحاسبة والمالية، حيث تضم حوالي 135.000 عضو في أكثر من 90 دولة، ويعمل 58% من أعضائها لدى الشركة الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف ألدر: "يقوم كثير من أعضائنا حول العالم بتقديم الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الجديدة التي تفضل التعامل مع شؤونها المالية بشكل مباشر. ولكن، سواء كنت ترغب في إدارة شؤونك المالية بنفسك، أو تعيين بموظف للقيام بهذا الأمر أو الاستعانة بشخص ما لإنجاز هذه المهمة، فمن الضروري التأكد من أن الشخص الذي سيقوم بذلك هو على درجة من المهارة والاحترافية".
وبالنسبة للعديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة فإن مسك الدفاتر أو السجلات المالية تعتبر أمراً ضرورياً للعمليات اليومية مثل إرسال الفواتير، ومدفوعات الموظفين والموردين، والمشتريات والإيصالات وغيرها من الأمور، كما تعتبر هذه الأداة المالية مفيدة في إعداد القوائم المالية الأساسية. وأشارت "جمعية فنيي المحاسبة" إلى أن هناك حوالي 5.000 طالب من طلبتها الذين التحقوا في العام 2016 والبالغ عددهم 88.000، قاموا بالتسجيل في اختصاص مسك الدفاتر، أي حوالي 6% من مجموع طلبتها الحاليين مع وجود تزايد مستمر في هذا الرقم عاماً بعد عام. كما أكدت الجمعية، ومقرها لندن، أن هناك ارتفاعاً في الطلب على تخصصات مسك الدفاتر حول العالم، حيث قامت الجمعية مؤخراً بعقد شراكة مع "مركز بروفيشنالز آند أكاونتنسي" (Professionals & Accountancy Center) في دبي لتقديم مؤهلاتها ودوراتها المختلفة في مجال المالية والمحاسبة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال ألدر: "غالباً ما يتميز رواد الأعمال بسرعة تقديم المنتجات والخدمات المبتكرة، لكنهم في كثير من الأحيان لا يدركون كيفية التعامل مع الجوانب المالية والمحاسبية لشركاتهم، حيث ينظرون إلى هذا الأمر كمهمة وظيفية مُلزمة. ومع ذلك، فإن الحل لمعرفة فيما إذا الشركة جيدة أم لا هو ليس فيما تقدمه، وإنما في مدى قدرتها وبراعتها في إدارة أمورها المالية. وفي نهاية المطاف، فإن المهارات المحاسبية والمالية هي الأدوات التي تضمن النجاح لرواد الأعمال الذين يعرفون كيفية استخدام هذه المهارات بذكاء".
وتعد الشركات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري لاقتصاد دولة الإمارات، حيث تشهد الدولة تزايداً مستمراً في أعداد هذه الشركات. وذكرت وزارة الاقتصاد أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل حوالي 94% من العدد الإجمالي للشركات العاملة في الدولة، حيث تم في دبي وحدها تأسيس 22.000 شركة صغيرة ومتوسطة خلال العام 2015، بحسب دائرة التنمية الاقتصادية في دبي.
واختتم ألدر: "من أجل أن تحافظ الشركات الصغيرة والمتوسطة على نجاحها في دولة الإمارات ينبغي عليها الاستعانة بأدوات محاسبية ومالية قوية لا تثقل كاهلها من حيث التكلفة. وللشروع في ذلك، تحتاج الشركات الصغيرة ببساطة إلى نظام لمسك الدفاتر أو تعيين محاسب أو ماسك حسابات للقيام بهذه المهمة وجعل إدارة الأعمال التجارية أكثر سهولة، حيث يمكن لخطوة بسيطة كتوظيف محاسب أن تساهم بشكل كبير في مساعدة الشركة على التطور وتحقيق مزيد من النمو".

أخبار مرتبطة