الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات الوطنية أساسية في دعم وتحقيق توجهات القيادة الرشيدة بتنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة دولة الإمارات على مستوى العالم

الأربعاء 25 يوليو 2018
محمد المعلم

بقلم: محمد المعلم، المدير التنفيذي والمدير العام لموانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات

تميزت فترة السبعينات بكونها الأكثر أهمية في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة. فهي لم تشهد نشأة الإتحاد فحسب ولكن أيضا بداية عصر جديد من الازدهار الاقتصادي والانطلاق  في رحلة تنمية شاملة قامت على رؤية استشرافية تلبي تطلعات قادتنا وآمال شعبنا.

شرعت القيادة الرشيدة في الدولة عامة وفي دبي على وجه الخصوص في تأسيس مشاريع تضمن تقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد ويحضرني هنا مقولة حاكم دبي آنذاك الشيخ راشد آل مكتوم "طيب الله ثراه" عندما تم اكتشاف النفط في دبي حيث أعلن عن خبر سعيد وهو اكتشاف النفط وآخر أنه لن يدوم. هذه الرؤية الثاقبة هي ما نجني ثماره اليوم حيث أصبحت دولتنا الفتية مثالا رائدا للتنمية الشاملة المبنية على الابتكار والتنويع من خلال مشاريع عملاقة تلبي احتياجات الانسان بالدرجة الأولى وتؤسس بيئة مثالية لنمو الأعمال وجذب الاستثمارات.

ومن أبرز تلك المشاريع ميناء جبل علي الرائد التابع لشركة موانئ دبي العالمية، وكذلك شركة دبي للألومنيوم (دوبال) المعروفة الآن باسم الإمارات العالمية للألومنيوم (EGA).  تأسس المشروعان عام 1979 ومعهما قامت شراكة استراتيجية راسخة بين المؤسستين اللتين حققتا ريادة عالمية وأصبحتا من المعالم الاقتصادية البارزة في دبي.

لم يكن الأمر من قبيل المصادفة أن ينتقل الجانبان بشراكتهما إلى مستوى أعلى، بموجب اتفاق تم توقيعه خلال الشهر الجاري بهدف تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمصدر رئيسي للألومنيوم. وبموجب الاتفاقية ستقدم موانئ دبي العالمية – إقليم الامارات لشركة الإمارات العالمية للألومنيوم (EGA) ساحة مخصصة للحاويات مجهزة تجهيزاً كاملاً يسهل تخزين ونقل الألومنيوم المصنوع في منشآتها في كل من دبي وأبوظبي. كما ستعزز زيادة سعة التخزين المخصصة في ميناء جبل علي من سجل شركة الإمارات العالمية للألومنيوم (EGA) الطويل في استخدام مرافق الميناء الرئيسية لإتمام عمليات التصدير.

وتواصل موانئ دبي العالمية، من خلال دورها  في تمكين التجارة العالمية، ابتكار الحلول التجارية التي تضيف قيمة إلى شركائنا وتحفز نمو التجارة. لقد ساعدتنا استثماراتنا المستمرة في موظفينا وتقنياتنا في وضع ميناء جبل علي في أعلى قائمة أكثر موانئ العالم إنتاجًا، حيث نقدم لعملائنا دعمًا عمليًا ونستجيب لاحتياجاتهم الآنية والمستقبلية بما يتماشى مع التوجهات السائدة في قطاعنا. تعد هذه من المتطلبات الرئيسية لشركائنا مثل شركة الإمارات العالمية للألومنيوم (EGA) من أجل تنمية أعمالهم.

تـنعكس أهمية الألومنيوم على الاقتصاد الوطني في كونه أهم ثروة طبيعية بعد النفط. أدركت القيادة في دبي إمكاناته مبكراً، والنتيجة هي أن هذا المعدن المتوفر بشكل طبيعي هو جزء أساسي من الاستراتيجية الصناعية للإمارة في سعيها إلى التحول إلى "مركزً دولي للأنشطة المبتكرة القائمة على المعرفة والابتكار والأنشطة الصناعية المستدامة.

واليوم، تعد الإمارات خامس أكبر منتج للألمنيوم الأولي، الأمر الذي يدفع نحو تحقيق تنوع اقتصادي أوسع نطاقاً في البلاد. يعد الألمنيوم معدنًا حيويًا ويستخدم على نطاق واسع في جميع القطاعات تقريبًا، من البناء إلى السيارات، ومن التقنيات المتخصصة إلى المنتجات الاستهلاكية اليومية. هذا الطلب يعني أن قطاع الألمنيوم سيستمر في النمو في المستقبل.

يعتبر الألومنيوم والمعادن غير الحديدية جزءًا مهمًا من أعمال الشحن في ميناء جبل علي ونفتخر بمساهمتنا في دعم  نهضةدولة الإمارات العربية المتحدة وتعزيز مكانتها كأبرز مصدري الألمنيوم في العالم من خلال توفير الخدمات اللوجستية المتفردة التي تعكس الرؤية الثاقبة والفكر الابتكاري المؤدي إلى التطويروخفض التكاليف والوقت، وزيادة الكفاءة.

يوفر مركز الأعمال والخدمات اللوجستية المتكاملة في ميناء جبل علي والمنطقة الحرة مزايا نوعية، وذلك استجابة لاحتياجات خطوط وشركات الشحن مثل شركة الإمارات العالمية للألومنيوم (EGA) التي تسعى إلى تحقيق المزيد من الكفاءة عبر سلسلة التوريد بأكملها لتحسين قدرتها التنافسية.

تعد شراكتنا مع شركة الإمارات العالمية للألومنيوم نموذجا للتعاون الوثيق بين المؤسسات الوطنية في تحقيق تطلعات القيادة واستراتيجيتها لجعل الإمارات الأولى عالميا في المجالات والقطاعات كافة.

أخبار مرتبطة