الإمارات تطلق أول تقرير عالمي لسياسات السعادة

السبت 10 فبراير 2018
عهود الرومي خلال إطلاق التقرير
دبي - مينا هيرالد:

أعلنت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة في حكومة الإمارات مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء نائب رئيس القمة العالمية للحكومات ، عن إطلاق التقرير العالمي لسياسات السعادة الذي يلقي الضوء على السياسات الحكومية الكفيلة بإحداث فرق حقيقي في جودة حياة المجتمعات.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها الوزيرة من على منصة الحوار العالمي للسعادة الذي ينظم ضمن القمة العالمية للحكومات 2018.

وافتتحت معالي عهود بنت خلفان الرومي الدورة الثانية للحوار العالمي للسعادة بعرض نسخة من صحيفة وطنية صادرة في 11 نوفمبر 1971، يتصدر صفحتها الأولى "ثروتي ... سعادة شعبي" لمؤسس دولة الإمارات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وقالت: "ثلاث كلمات يعود تاريخها إلى 11 نوفمبر 1971، قبل ثلاثة أسابيع من تشكيل اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، لخّصت الرؤية المستقبلية للقائد المؤسس ونظرته الشاملة لأهمية سعادة الإنسان والمجتمع".

وأضافت الرومي: "في عصر السرعة، نادراً ما نحظى بفرصة لاستعادة جزء من الماضي، لنتذكر كم نحن مدينون للعظماء الذين سبقونا، لأصحاب الرؤى التي تتخطى التحديات الآنية"، مشيرة إلى أن احتفاء دولة الإمارات في عام 2018 بمئوية زايد يهدف إلى استلهام قيم الحكمة والرحمة والتسامح والمساواة وبناء الإنسان، التي تشكل المقومات الأساسية للسعادة.

وأشارت إلى ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، حول أهمية العمل الحكومي الهادف الى تحقيق سعادة الشعوب، بقول سموه "عندما يضع أي مسؤول في ذهنه غاية تحقيق السعادة، فإن يومه، وقراراته، ومشاريعه وحتى تفاعله مع الناس، ستكون مختلفة تماماً. حتى مستوى الرضى النفسي لدى المسؤول الحكومي سيكون أفضل بكثير عندما يعرف أنه سيسهم في سعادة الآلاف من البشر".

وتابعت الرومي أن الحوار العالمي للسعادة يقدم لحكومات العالم أكثر من 170 تجربة دولية عملية في السعادة وجودة الحياة، من نخبة من العلماء والخبراء والمسؤولين الحكوميين وصناع الأمل الملهمين الذين يعملون ليكون العالم مكانا أفضل، مؤكدة أن الحوار يمثل المقاربة الشاملة للسعادة ويجمع قادة الحكومات والعلماء والخبراء والمنظمات الدولية لتصميم مستقبل أفضل للعالم.

وقالت الرومي إن المقاربة الشاملة للسعادة هي أكثر من منهجية، إنها نهج يجمع بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والخبراء والمواطنين لتطوير هدف سامٍ مشترك يتمثل في تحقيق السعادة وجودة الحياة المتكاملة للمجتمعات.

وشددت على أن هذه المقاربة تتمثل باتخاذ الحكومات خياراً استراتيجياً لتبني السعادة وجودة الحياة وتتجاوز فيها الحواجز الإدارية بين المؤسسات الحكومية وتتشارك عملية التصميم وصناعة السعادة بشكل متكامل مع مواطنيها، والمعنيين والشركاء من كافة الفئات.

وأضافت: "ندرك أن العالم يواجه أوقاتاً عصيبة، ونعي أن التحديات تتزايد وتتسارع، ومعها يرتفع مستوى المخاوف والشكوك، وحتى ماهية الطبيعة الإنسانية باتت اليوم موضع جدل، وهو موضوع ستناقشه القمة العالمية للحكومات هذا العام."

وأكدت الرومي أنه مع ظهور الثورة الصناعية الرابعة، بدأت الحدود بين العالم الرقمي والمادي والبيولوجي تتلاشى، لذلك نحن بحاجة إلى أن نكون واعين للآثار المترتبة على حياة الناس، وأن نحافظ على الجوهر الحقيقي للطبيعة الإنسانية، كما ندرك أن الطريق إلى تبني وتطبيق السعادة كمنهج حكومي ليس واضحاً بشكل كاف حتى الآن، ورغم ذلك قررنا المضي في هذه الرحلة، معتمدين على البصيرة والعزيمة لتحقيق هدفنا.

وتابعت الرومي: "مضى عام كامل على حوارنا الأول، العام الماضي كنا ثلاثمئة، واليوم، أصبحنا 600، لكن العبرة ليست في العدد، بل في إحداث تغيير جذري مستدام نحن بأمسّ الحاجة إليه لبناء مجتمع عالمي أكثر سعادة"، مؤكدة أن الهدف لا يتحقق بالطموح والأمل فقط، بل بمشاركة الرؤية واتخاذ خطوات عملية وملموسة لتطوير السياسات الحكومية.

وأوضحت وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة أن كل جهد حكومي يجب أن تكون غايتُه الارتقاء بالسعادة وجودة الحياة، رغم أن العلاقة بين السياسات والسعادة قد تكون غير واضحة في بعض الأحيان، ونادراً منا يتم تقييم أثر السياسات على سعادة وجودة حياة المجتمع.

وقالت الرومي "بادرنا في دولة الإمارات إلى تطوير دليل لسياسات السعادة وأداة خاصة لتقييمها. ونهدف من خلال هذا الدليل لمساعدة صناع القرار على إيجاد هذه الروابط وقياس الأثر الحقيقي للسياسات على السعادة وجودة الحياة، ونتطلع إلى أن يصبح الحوار العالمي للسعادة تجمعا مؤسسيا يجمع حكومات العالم لنثري تجارب بعضنا البعض وننمو معاً ونتشارك المسيرة العالمية من اجل سعادة مجتمعاتنا". 

وشاركت عهود الرومي الحضور تجربة شخصية أثرت فيها، حيث التقت خلال زياراتها لإحدى المدارس شاباً يافعاً مصاباً بالتوحّد، اسمه عُمر، لديه الكثير من المواهب والاهتمامات. وقالت: "في تلك الزيارة، رأيت من زملائه على اختلاف ثقافاتهم ترجمة حقيقية للمحبة والقيم السامية، قيم اللطف والاحترام والتعاطف، تأثرت للغاية بشخصية عُمر... وتفاعله مع أصدقائه، وأذكر ما قاله لي قبل مغادرتي المدرسة لقد قال: "أنا سعيد، لأن لدي أصدقاء".

وختمت الرومي كلمتها بالقول: "أنا ممتنة جداً لعمر على إلهامه وقصته. وجودنا هنا اليوم، هو من أجله ومن أجل شباب العالم الذين يشكلون المستقبل الواعد، والذين لديهم الحق في أن يكونوا سعداء. نريد لأصواتهم أن تُسمَع، ونريد لأمنياتهم وأحلامهم أن تتحقق.

أخبار مرتبطة