إنفور تستعرض أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على الموارد البشرية والتوظيف

الإثنين 30 أبريل 2018
طارق تامان، المدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفور
دبي - مينا هيرالد:

استعرضت اليوم إنفور، الشركة الرائدة في مجال توريد تطبيقات الشركات المتخصصة في الصناعة والقائمة على السحابة، أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على عمل الموظفين في أقسام الموارد البشرية والتوظيف.

وقد بدأت تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتأثير بالفعل على قطاع الموارد البشرية وعمليات التوظيف، وذلك من خلال بناء خطط تدريب وتطوير مفصّلة لكل موظف انطلاقاً من عمليات تجري في الخلفية وتعتمد على البيانات الضخمة أو تحليلات البيانات المرتبطة بممارسات الموظف على نحو فوري.

ومع ظهور أية تقنيات جديدة، بدأنا بالفعل في رؤية حالات استخدام إبداعي لتقنيات الذكاء الاصطناعي بطرق يمكن أن تضفي مزيداً من المزايا الإيجابية على سير العمل. وقبل خمس سنوات فقط، كانت ربما تعتبر الأمثلة التي ذكرناها مسبقاً عبارة عن محض خيال. مع ذلك، ومع ظهور خوارزميات تحليل النصوص المبتكرة ومنهجيات التصنيف الرائدة في ميادين التعلم الآلي بالإضافة إلى نضج تحليلات البيانات الضخمة، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت على استعداد كامل لإحداث ثورة في قطاع الموارد البشرية بطرق لا يمكن تصورها.

تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي

قدرات الوصول إلى الأدوات والتطبيقات التي تتمتع بمزايا الذكاء الاصطناعي اليوم كافية لدمج هذه المزايا مع حزم التقنيات الجديدة بسرعة كافية نسبياً، بالإضافة إلى إمكانية تجربتها بشكل مباشر. لكن هل سيكون الأمر سهلاً أن نتعامل مع الخوارزميات اللازمة على أنها صندوق أسود يجمع كافة التفاصيل، والعمل عليها بسرعة كبيرة ووضعها على ملف توضيحي من نوع PowerPoint في الوقت المناسب لذلك الاجتماع التنفيذي الهام للغاية؟. لا، لايمكن ذلك خلال الفترة القريبة القادمة.

وستساعد تقنيات الذكاء الصناعي الشركات على أن تتطور في الميادين التي سبقت الإشارة إليها، فضلاً عن العديد من الميادين التي لم يتم حتى الآن إيصال هذه التقنيات إليها. لكن في النهاية سيكون هناك رابحون وخاسرون، وذلك مثل أي توجه آخر ضمن قطاع التكنولوجيا والتحليلات. والرابحون هنا هم أصحاب الشركات الذين يستغلون الوقت والجهد لفهم الفروق الدقيقة التي تميّز الأدوات والخوارزميات وبنية البيانات الأساسية التي تقوم بهذا السحر كله. كما سيدرك أصحاب الشركات الرابحة أن عملية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي هي عبارة على رحلة كاملة وليست وجهة فقط، وأنه عندما تبدأ تجربة استخدام هذه التقنيات، فإنها ستكشف دون شك عن الكثير من العثرات التي سيتوجب تعديلها خلال نهج عملهم.

تنبؤات مستويات الأداء وحالات إنهاء العمل

ربما يكون التعلم الآلي هو أنجح فرع من فروع الذكاء الاصطناعي من وجهة نظر القطاع ككل. ويتمثل جزء كبير من نجاح التعلم الآلي في القدرة على تضمين وتقديم نموذج نهائي بما يحتويه من بيانات التدريب وإجراءات الاختبار والمعايير المتوقعة على شكل صندوق أسود يجمع كافة التفاصيل ويعمل بشكل بسيط.

هل تريد معرفة المرشحين الأكثر قرباً ليكونوا مناسبين للحصول على مكانك في العمل؟. هل لديك مجموعة من الموظفين الذين ترغب في إنهاء إجراءاتهم على مدى العام أو العامين القادمين؟ إذاً فقط أدخل بعض المعلومات اللازمة إلى أداة التصنيف ودعها تقدم لك كامل التنبؤات وكأنها إحدى عرّافات مدينة دلفي الإغريقية.

سوف تُحدث التحليلات التنبؤية الخاصة بالمواهب ونماذج مخاطر سفر الموظفين ثورة كبيرة في كيفية إدارة أقسام الموارد البشرية لوضع خطط خاصة بالقوى العاملة. وحقيقة أنك تستطيع إدخال البيانات بشكل آلي إلى أداة التصنيف للحصول على نتائج غنية وذات قيمة كبيرة بوقت قليل نسبياً، هي مثل السحر بالنسبة لي. لكن مع كون العالم الحقيقي عبارة عن مكان أكثر تعقيداً، فيسحتاج الأمر إلى الكثير من التدخل البشري لصنع نموذج مخاطر السفر ضمن إطار مجموعة متنوعة من السيناريوهات.   

تحسين التعلّم

تم استخدام أنظمة إدارة التعلم ووحدات التدريب لعدة سنوات ضمن قطاع الموارد البشرية بهدف توفير المسار الوظيفي المناسب للموظفين وتطوير قدراتهم وذلك لمساعدتهم على التفوق في مناصبهم الحالية وتعزيز طموحهم نحو ترفيعات أعلى. ويمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن هذا التوجه الاستفادة من تكنولوجيا البيانات الكبيرة المتطورة على نحو متزايد لحشد مجموعات البيانات الضخمة والمتنوعة مثل عدة تيرابايتات من السير الذاتية ومراجعات الأداء، وأطنان من المعلومات التاريخية، للكشف عن نموذج تدريب وتعليم محسن ومخصص لمستوى وظيفي معين أو خبرة محددة.  

تحليل المشاعر لتعزيز دور الموظفين

كما تم استخدام تقنيات تحليل المشاعر في السنوات الأخيرة للكشف عن مشاعر الموظفين الإيجابية والسلبية وتحيزاتهم اتجاه كل شيء بدءاً من التغريدات على منصة تويتر ووصولاً إلى آرائهم على موقع Yelp. وفي الوقت الذي بدأ فيه العديد من أصحاب الشركات بالمغامرة واستخدام هذه التقنيات، سنشهد خلال السنوات القادمة صعود تطبيقات تحليل المشاعر لمستويات أوسع ضمن قطاع الموارد البشرية بهدف قياس مشاعر الموظفين ومدى مشاركتهم ودورهم.

كيف تعمل تقنية تحليل المشاعر لتعزيز مشاركة الموظفين؟.

عند الحصول على إجابات مستخدم معينة، يتم بشكل أساسي تعيين الكلمات الجوهرية من هذه الإجابات في معجم وتُعطى الكلمات درجات إيجابية أو سلبية. ويتم تبسيط بعض آليات تسجيل النقاط، مع تعيين تصنيف بسيط على شكل + أو - لكلمة ما، في حين يتم تصنيف كلمات أخرى ضمن عدة مستويات وضمن نطاق معين من الدرجات الإيجابية أو السلبية (من -5 إلى +5).

وبهذه المناسبة، قال طارق تامان، المدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفور: "مع تطور الأنظمة وتوافر المزيد من البيانات، سوف يستمر الذكاء الاصطناعي في التأثير على الموارد البشرية بطرق شتى. كما أن أخذ الوقت الكافي لفهم الفوائد والعثرات لمختلف الأساليب هو أمر لا يقل أهمية عن بناء الخوارزميات الصحيحة والبنى الأساسية للبيانات. ستوفر النتيجة النهائية مزايا وفوائد جمة لتلك الشركات الراغبة في بذل الجهد المناسب لتطبيق الذكاء الاصطناعي. إن رحلة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بفعالية ضمن الممارسات الخاصة بالموارد البشرية هي رحلة طويلة، لكن الجد والتعب هو الثمن الذي يجب دفعه لتكون رابحاً".

أخبار مرتبطة