أبوظبي تستضيف اجتماعاً بشأن الخطط المستقبلية للطاقة وتغير المناخ

الخميس 21 يناير 2016

أبوظبي - مينا هيرالد: استضافت وزارة الخارجية الإماراتية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) والأمانة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة في الأمم المتحدة، اجتماعاً رفيع المستوى للأمم المتحدة اليوم خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة بهدف وضع جدول الأعمال للموئل الثالث الذي يقام في أكتوبر القادم، وهو الفعالية الثالثة ضمن سلسلة من المؤتمرات التي تعقدها الأمم المتحدة حول المدن مرة واحدة فقط كل 20 عاماً.

وأكد المشاركون على أن نشر الطاقة منخفضة الكربون على نطاق واسع في مدن العالم يحقق مزايا وفرص اقتصادية كبيرة، كما خرج المشاركون في الاجتماع بمجموعة من التوصيات بشأن السياسات والتكنولوجيا وإجراءات التمويل التي يمكن اعتمادها من قبل جميع البلدان الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة، والتي تغطي قطاعات الطاقة، مثل إنتاج الكهرباء، وقوانين البناء والأجهزة، ووسائل النقل، والتدفئة والتبريد، وتحويل النفايات إلى طاقة.

وقال سعادة الدكتور ثاني أحمد الزيودي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) ومدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية: "تزداد أهمية المدن المستدامة مع ازدياد مستويات التحضر والطلب المتزايد على مصادر نظيفة ومجدية اقتصادياً للطاقة ويمكن الاعتماد عليها بشكل دائم"، وأضاف سعادته: "يحدد موئل الأمم المتحدة جدول الأعمال الدولي الخاص بالمدن في العقود القادمة والذي يساهم في جهود التنمية المستدامة وضمان مستقبل مزدهر".

ويأتي انعقاد اجتماع أبوظبي على خلفية الاتفاق التاريخي بشأن تغير المناخ الذي جرى توقيعه في باريس العام الماضي، فضلاً عن اعتماد الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة التي تدعو إلى ضمان وصول جميع سكان العالم إلى مصادر الطاقة، وتحديد أهداف عالمية جديدة للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. وفي هذا الإطار، تشكل المدن رابطاً هاماً بين الجهود العالمية، لكونها تساهم بأكثر من 70% من حجم الاستهلاك العالمي للطاقة ونسبة مماثلة من انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج واستهلاك الطاقة. وقد شكل الانخفاض الكبير في تكاليف الطاقة منخفضة الكربون، وخاصة الطاقة الشمسية التي انخفضت تكاليفها بنسبة 80% في السنوات الخمس الماضية، واحداً من التغييرات الواعدة في المشهد الحضري منذ انعقاد الموئل الثاني في عام 1996، ما من شأنه أن يوفر مكاسب كبرى على صعيد التنمية الاقتصادية وانبعاثات الكربون.

وقال عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا): "تشكل الطاقة المتجددة، إلى جانب كفاءة الطاقة، الركيزة الأساسية لتحقيق مستقبل مستدام لقطاع الطاقة، وقد بادرت آلاف المدن حول العالم بالفعل إلى تبني واعتماد مصادر الطاقة المتجددة على اعتبار أنها الخيار الأفضل لضمان مستقبل مستدام وآمن للطاقة. ويأتي انعقاد الموئل الثالث للأمم المتحدة في وقت مثالي للتأكيد على هذه الرسالة وترسيخها على الأجندة العالمية للتنمية الحضرية".

وشهد الاجتماع مشاركة عدد من الوزراء وممثلي القطاع العام والخاص وهيئات المجتمع والباحثين، حيث استعرضوا المشهد العام لقطاعات الطاقة الرئيسية وناقشوا حجم التغيير الذي يمكن تحقيقه عملياً بالاستناد إلى اتفاقية باريس في عام 2020، وانتهاء العمل بأهداف التنمية لعام 2030. وتخلل الاجتماع عرضاً لمجموعة (دراسات حالة) من لندن وليون وشركة فانكه الصينية، أكبر شركة تطوير عقاري في العالم.

وقال الدكتور خوان كلوس، الأمين العام لمؤتمر الموئل الثالث: "يجب أن يشكل الموئل الثالث نقطة تحول في طريقة استهلاك المدن للطاقة. ويأتي اجتماع أبوظبي اليوم ليرسم الخطوط العريضة للتحول إلى الطاقة المستدامة في المدن، مدعومة بإمكانات اقتصادية واضحة بهدف تحقيق رؤية حضرية جديدة. إن أولويتنا هي نشر التوعية فيما بين أصحاب المصلحة في المناطق الحضرية حول الفرص الجديدة المتاحة أمامهم في السوق، ومساعدتهم على التواصل مع الموردين والمستشارين والمستثمرين الأنسب لتحقيق أهدافهم في ما يتعلق بالطاقة والحد من تداعيات تغير المناخ".

وأكد الدكتور كلوس على الحاجة الملحة إلى إشراك السلطات المحلية في عملية إنتاج وتوزيع واستهلاك الطاقة، إذ سيكون من الصعب جداً تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بتغير المناخ دون تمكين السلطات المحلية والبلدية من المساهمة في عملية صنع القرار.

ينعقد الموئل الثالث في الفترة 17-20 أكتوبر 2016 في كيتو عاصمة الإكوادور، ومن المتوقع أن يكون من أهم الأحداث الدولية لهذا العام. وتنظم الأمم المتحددة اجتماعات إقليمية في الفترة التي تسبق القمة لتطوير جدول الأعمال مع التركيز على الالتزامات المحتملة. كما شهد هذا الأسبوع انعقاد جلسة استشارية عبر الإنترنت لإثراء النقاش حول الموضوع ذاته في المقر الرسمي للمول الثالث.

ومن الجدير بالذكر بأن أسبوع أبوظبي للاستدامة هو أكبر تجمع سنوي في العالم يعنى بشؤون الطاقة النظيفة والمياه، ويستقطب الحدث أكثر من 30 ألف مشارك من نحو 160 دولة وتستضيفه "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة. ويتضمن الحدث أيضاً الاجتماع العمومي للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).

أخبار مرتبطة