40% زيادة أعداد الإماراتيين بجامعات الفروع الدولية

الأحد 04 نوفمبر 2018
دبي - مينا هيرالد:

شهدت مدينة دبي الأكاديمية العالمية زيادة كبيرة في عدد الطلاب الجدد للعام الدراسي 2018/2019، حيث تم تسجيل إجمالي 27500 طالب، ما يمثل قفزة بنسبة 7% مقارنة بالسنة السابقة، فيما سجل الإماراتيون في جامعات الفروع الدولية زيادة بنسبة 40%، ما يشير إلى أنهم يفضلون بشكل متزايد الدراسة داخل البلاد بدلاً من السفر إلى الخارج.

وتتسم هذه الزيادة بأهمية خاصة على ضوء الاتجاهات الجديدة في السوق العالمية لقطاع التعليم. إذ تشير صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على نطاق واسع كوجهة رائدة في مجال التعليم العالي، قد شهدت انخفاضاً في أعداد الطلاب الدوليين (الدراسين في الخارج) مع تراجع عدد التأشيرات الصادرة بنسبة 17%، ما يمثل انخفاضاً نسبته 40% مقارنةً مع فترة الذروة في عام 2015. وقد كانت الهند والصين أكبر المتأثرين، حيث انخفضت التأشيرات الممنوحة للطلاب الهنود بنسبة 28%، مقابل 24% للطلاب الصينيين.

وعلى النقيض من الاتجاه السائد في الولايات المتحدة، أفادت جامعات مدينة دبي الأكاديمية العالمية عن زيادة بنسبة 106% من الطلاب الصينيين و5% من الطلاب الهنود المسجلين حالياً في جامعات المدينة البالغ عددها 27 جامعة. كما سجل طلاب كوريا الجنوبية أعلى زيادة في أعداد الطلاب بنسبة 161%، وزاد طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 65%.

وفي خطوة من شأنها تعزيز وتيرة نمو أعداد الطلاب الدوليين، تبنت دولة الإمارات توجها أكثر مرونة في استقطاب الطلاب الدوليين من تلك الدول وسط التحديات السياسية المتنامية التي تسود وجهات التعليم التقليدية الأكثر شهرة، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وقد ساعد طرح لوائح جديدة للتأشيرات، والاتفاقيات الأخيرة المبرمة بين الصين والإمارات، ومنها اعتماد جامعات دبي في الصين، على الارتقاء بمستويات التعاون الثنائي بين البلدين، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة عدد الطلاب الدوليين الذين يرغبون بالدراسة في الإمارات.

من جانب آخر، أعلنت الإمارات مؤخراً عن تأشيرات مدتها خمس سنوات للطلاب، وقد تصل المدة إلى 10 سنوات للطلاب المتفوقين، وهو ما يعكس تزايد التركيز والاهتمام باستقطاب أصحاب المواهب والمحترفين والاحتفاظ بهم. ومن شأن هذا التغيير أن يسمح للطلاب بالتخطيط لمستقبلهم بشكل أفضل عقب التخرج، فضلاً عن دعم تنمية المواهب المحلية في المنطقة.

وتماشياً مع تزايد الطلب من مختلف القطاعات، وتنامي أعداد الطلاب الذين يأتون إلى المنطقة سعياً وراء التعليم العالي؛ عملت جامعات مدينة دبي الأكاديمية العالمية على تحديد متطلبات هذا القطاع وقدمت مجموعة برامج تدعم تلك المتطلبات من خلال زيادة عدد البرامج الدراسية المتاحة إلى 512 للعام الدراسي المقبل، ويشمل ذلك 239 درجة بكالوريوس و249 درجة ماجستير و24 درجة دكتوراه.

وقال محمد عبد الله، المدير العام لمدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة: "في ظل ما نشهده من تحول عالمي في المشهد التعليمي، نجد أنفسنا في وضع فريد يتيح لنا القيام بدور أكثر فعالية في استقطاب الطلاب الدوليين للدراسة في دولة الإمارات. ونعتقد أن الاتجاه نحو تزايد عدد الطلاب سيستمر في السنوات المقبلة مع بدء تطبيق اللوائح التنظيمية الجديدة لتأشيرات الطلاب، والتي ترمي إلى الاحتفاظ بأكثر المواهب تميزاً ودعم الخريجين الباحثين عن عمل في الإمارات".

ويتواصل نمو مجتمع المؤسسات الأكاديمية المرتبطة بمدينة دبي الأكاديمية العالمية، حيث انضمت إليها جامعة بيرمنغهام العريقة في أواخر العام 2017، وبدأت عامها الأكاديمي الأول بتقديم برامج أكاديمية معتمدة. وقد أعلنت الجامعة التي تحتل مرتبة مرموقة بين أبرز 100 جامعة بريطانية ضمن مجموعة راسل، عن برنامج بكالوريوس جديد في المحاسبة والشؤون المالية، وبرنامج بكالوريوس في الاقتصاد والبنوك والشؤون المالية، وبرنامج ماجستير في القانون التجاري الدولي.

وحول العام الدراسي الجديد، قال البروفيسور غلين واتسون، نائب مدير جامعة بيرمنغهام في دبي: "أتاحت لنا الأبحاث المكثفة الوصول إلى رؤية أكاديمية توازن بين الطلب القوي والثغرات الناشئة في العرض. وسيحظى طلاب جامعة بيرمنغهام في دبي بمسيرة تعليمية تقدم أفضل تجربة أكاديمية عالية الجودة تمكّنهم من صقل المهارات التي تساعدهم على التميز في سوق وظيفية عالمية وتنافسية. وسيقوم أفضل المدرسين والأساتذة الجامعيين بتدريس طلابنا الذين ينتمون لخلفيات ثقافية مختلفة، إذ يتمتع هؤلاء الأساتذة بخبرة في مجالاتهم ويسهمون بالتأثير على المجتمع وتغيير حياة كثيرين حول العالم. ونحن سعداء بالترحيب بهم في جامعتنا التي فاز 11 من خريجيها وكوادرها بجائزة نوبل المرموقة".

وتم الإعلان عن برامج وشهادات أكاديمية إضافية لدى الجامعات العاملة في مدينة دبي الأكاديمية العالمية، بما في ذلك جامعة "ميدلسيكس دبي" التي أطلقت شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال (تخصص الابتكار)، وشهادة ماجستير إدارة الأعمال في الاقتصاد الإسلامي. من ناحيتها، أطلقت جامعة "كرتن- دبي" شهادة البكالوريوس في التصميم الرقمي، في حين أطلقت جامعة أميتي شهادة بكالوريوس جديدة في الإدارة السياحية، وشهادة بكالوريوس في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني.

وقال البروفيسور عمار كاكا، نائب رئيس جامعة هيريوت-وات دبي: "بالنسبة إلى العام الأكاديمي الجديد، قمنا بإضافة برامج جديدة إلى محفظة برامجنا، كما رحبنا بأعداد متزايدة من الطلب في جامعتنا. وكانت الأولوية الرئيسة بالنسبة إلينا هي التناغم مع طموحات الحكومة الرامية إلى تعزيز القطاعات المهمة استراتيجياً. وأطلقت الجامعة عدة برامج جديدة منها برامج بكالوريوس وماجستير في الذكاء الاصطناعي، وشهادة الماجستير في إدارة الاستثمار، وشهادة ماجستير جديدة في تسويق الأزياء الدولي، وهي جميعها قطاعات واعدة في الإمارات".

بدوره قال البروفيسور عبد الله الشامسي، مدير الجامعة البريطانية في دبي: "قررت الجامعة البريطانية في دبي أن تطلق برامج جديدة لدرجة البكالوريوس في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وهندسة البرمجيات، وإدارة الأعمال تماشياً مع متطلبات السوق المحلية. وقد رأينا ردوداً إيجابية تجاه معظم برامجنا الجديدة في المراحل المختلفة من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، خاصة وأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمستقبل الاقتصادات العالمية. ونحن نتطلع إلى عام أكاديمي جديد وناجح خلال 2018-2019".

وشهدت الجامعات في مدينة دبي الأكاديمية العالمية أكبر مجمع للتعليم العالي في الشرق الأوسط، ارتفاعاً في عدد الطلاب الدارسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث توفر 142 برنامجاً أكاديمياً في هذه الاختصاصات الأربعة. ويأتي ارتفاع الطلب على تلك البرامج تماشياً مع التوجهات العالمية، إذ نمت الوظائف في تلك التخصصات بمعدل أسرع بكثير من الوظائف في اختصاصات أخرى خلال العقد الماضي (أي بنسبة 24.4% مقابل 4.0%). كما يحظى الموظفون المتخصصون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات برواتب أعلى بنسبة 29% من نظرائهم في مجالات أخرى، وذلك بحسب وزارة التجارة الأمريكية.

وفي ظل مساهمة العولمة في تحول قطاع التعليم، ترتبط الشهادات والبرامج الأكاديمية المتوفرة لدى الجامعات في مدينة دبي الأكاديمية العالمية بالطلب العالمي وتسهم في تلبية تطلعات سوق الطلبة الدوليين المتنامية. وبفضل الانتقال الواضح في خيارات المراكز التعليمية المفضلة من الأسواق التقليدية إلى الأسواق الناشئة مثل الإمارات، أصبح بإمكان الطلاب الدوليين استكشاف جامعات عالمية لديها فروع دولية خارج مقراتها الأصلية.

Search form