مجلس علماء الإمارات يستشرف مستقبل البحث العلمي للدولة

الأحد 01 أكتوبر 2017
دبي - مينا هيرالد:

عقد مجلس علماء الإمارات اجتماعه الدوري في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، بهدف استشراف مستقبل البحث العلمي، ووضع الرؤى والاستراتيجيات لترسيخ مناهج وأخلاقيات البحث العلمي وأطر تنظيمه، وتشجيع التعاون بين مؤسسات وجهات الدولة البحثية والأكاديمية لرفع سوية البحث العلمي والارتقاء بمخرجاته وتوظيفها في سبيل تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤوية الامارات 2021.

وترأس الاجتماع سارة يوسف الأميري رئيسة مجلس علماء الإمارات، يرافقها أعضاء المجلس، الذين بحثوا سبل تفعيل مجالات التعاون المشترك في البحث العلمي بين مختلف مؤسسات الدولة وجهاتها، وتسخير الطاقات والموارد اللازمة لتوسيع نطاق البحث العلمي في الدولة، وإنشاء المراكز البحثية، والعمل على استقطاب الكفاءات الوطنية من خلال انشاء بيئة محفزة للابداع والابتكار، وإعداد جيل من العلماء والباحثين وفقاً لتوجهات الحكومة الرشيدة في بناء مجتمع واقتصاد المعرفة.

وقالت سارة الأميري: "تشهد دولة الامارات تطوراً تكنولوجياً وعلمياً غير مسبوق، ما رسخ مكانتها الرائدة على الخارطة العالمية كمنارة علمية وثقافية، ووجهة مثالية للباحثين والأكاديميين من مختلف الاختصاصات، لتوسعة رقعة معارفهم والاستفادة من الامكانات العلمية والبحثية المتطورة في الدولة، في تنشيط جهود البحث العلمي والأكاديمي."

وأضافت: "في ظل هذا التطور المتسارع، هناك حاجة ملحة لتطوير وتفعيل الخطط والاستراتيجيات طويلة الأمد، وأطر العمل الناظمة لمنهجيات البحث العلمي وطرقه وأهدافه، وترسيخ أخلاقيات البحث العلمي، وفي الوقت نفسه، تقديم جميع أنواع الدعم والتسهيلات للمختصين والباحثين من مختلف أنحاء العالم، بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية في الدولة، وتكثيف الجهود لتسخير مخرجات البحث العلمي، في تلبية احتياجات الدولة العلمية المستقبلية، وتحقيق الريادة في السباق العلمي العالمي."

كما طرح اجتماع المجلس عدة محاور للنقاش، تهدف إلى تعزيز التوجه الاستراتيجي في تطوير واستثمار أنشطة البحث العلمي في الدولةخاصة بعد اطلاق الاستراتيجية المئوية للدولة، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وعنونة أهم الإجراءات والمعايير التي يجب أن يراعيها الباحثون خلال نشاطهم البحثي إلى جانب تشجيع تطبيق أفضل الممارسات المتبعة عالمياً، وتطويع التكنولوجيا الحديثة في معالجة وجمع المعلومات والبيانات الضخمة، والتأكيد على دقة التحليل وشفافية المخرجات،  وتحقيق الأهداف المرصودة في مجالات البحث العلمي على كافة الأصعدة.

كما سلط الاجتماع الضوء على أهمية توحيد الرؤى والجهود وتحفيز التعاون لإجراء البحوث التطبيقية المشتركة بين مؤسسات وجامعات القطاع الحكومي والخاص، وتفعيل أطر التعاون مع  الجامعات ومراكز البحث المرموقة في العالم، وتعزيز الجهود الرامية إلى خلق بيئة أكاديمية محفزة، تشجع على الإبداع والابتكار،بالإضافة إلى تأهيل الكوادر الوطنية وشحذ المهارات والكفاءات في مجال البحوث، والاستثمار في رأس المال البشري، لدفع عجلة التنمية المستدامة.

واختتمت الأميري: "بناء مجتمع المعرفة هو من أولويات القيادة الرشيدة، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، والذي علمنا بأنه في سباق التميز ليس هناك خط للنهاية، لذا نعمل على وضع الخطط والاستراتيجيات لسبر واستكشاف مسارات جديدة من البحث العلمي في جميع العلوم والتخصصات، ونعمل على تشجيع الكفاءات العلمية الوطنية على المضي قدماً في جهودهم البحثية والعلمية، فأولويات بناء مجتمع المعرفة هو البحث العلمي بكل أشكاله ومخرجاته."

وتضمن الاجتماع جلسة نقاشية مع نخبة من الأكاديميين والمختصين في جامعة خليفة، بحضور الدكتور عارف الحمادي، مدير جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وعضو مجلس علماء الإمارات، لبحث آفاق التعاون المشترك، وتعزيز الجهود الرامية إلى تشجيع البحث العلمي في الدولة، وتقديم التسهيلات اللازمة لإنشاء منظومة أكاديمية متكاملة، توجه مسارات البحث العلمي لمعالجة تحديات المستقبل، وتطوير القدرات والامكانات العلمية للدولة، وفتح آفاق جديدة للبحث في مجالات العلوم المتطورة، وعلوم الجينوم، وتكنولوجيا النانو، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات البلوك تشين، وانترنت الأشياء، وتوظيف مخرجات البحوث العلمية في خدمة المجتمع والدولة.   

وفي هذا الإطار، قال الدكتور عارف الحمادي: "يعد البحث العلمي ركيزة أساسية من ركائز تقدم الدول وتحقيق تنميتها الشاملة، والاستثمار في البحث العلمي هو استثمار في المستقبل، لذا يسعدنا التعاون مع مجلس علماء الإمارات في توجيه جهود البحث العلمي التي تزخر بها الدولة والارتقاء بها ، واستقطاب الأدمغة الشابة وصقل مهارتها وفتح آفاق جديدة لصناعة المعرفة، والمضي قدماً في تعزيز الجهود الأكاديمية والبحثية الرامية إلى توظيف مخرجات البحث العلمي في تشييد وبناء المستقبل والأخذ بناصيته، بالإضافة إلى توثيق التجربة الاماراتية العلمية الرائدة، التي باتت محط أنظار العالم."    

كما قام أعضاء المجلس بجولة ميدانية، زاروا فيها مرافق الجامعة المتخصصة بالبحث العلمي والمختبرات المتطورة ومنها مركز التكنولوجيا الحيوية، ومعهد الروبوتات التابع للجامعة ، ومركز "اتصالات – بي تي" للإبداع، وهو أول مركز دولي لبحوث وتطوير قطاع الاتصالات، بالإضافة إلى المختبرات المتنوعة التي توفرها الجامعة للطلاب.

أخبار مرتبطة