برنامج تدريبي لتمكين الطلاب من أصحاب الهمم في الإمارات وتأهيلهم لسوق العمل

الأحد 10 فبراير 2019
جو نولان
دبي - مينا هيرالد:

شكلت مسألة تعليم أصحاب الهمم هدفًا رئيسيًا بالنسبة للمعلمة الإنكليزية (جو نولان) على المستويين المهني والشخصي. فبصفتها رئيساً لبرنامج الاحتياجات الخاصة في "آي كاديمي الشرق الأوسط" وأمًا لطفلين يعانيان من صعوبات في التعلم، تعتبر (جو) الشخص الأجدر لتقييم وتطوير تعليم الأطفال والشباب من أصحاب الهمم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وحول ذلك قالت جو: "بدأت الاهتمام بقضية تعليم أصحاب الهمم بعد تجربة شخصية، فابنتي (آنّا) لديها مشاكل في التعلم وعسر قراءة مع اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وابني الأوسط (جوني)، يعاني من اضطراب طيف التوحّد.

ولكونها أمّاً ومربية، سرعان ما أدركت الحاجة لملئ الفجوة في نهج تعليم أصحاب الهمم لاسيما في المدارس غير المخصصة لهم، حيث لا يعطى الصغار منهم الاهتمام الكافي فيما يخص تعلم المهارات الحياتية الأساسية التي يحتاجونها من أجل الاندماج في المجتمع والنجاح في العمل مستقبلًا.

وأضافت جو التي تعمل في مركز آي كاديمي الشرق الأوسط التعليمي في قرية المعرفة بدبي: "باتت المدارس التي تجمع الطلاب من أصحاب الهمم مع غيرهم في دبي متوفرة على نطاق أوسع، لكن لا تزال هناك فجوة تتعلق بمرحلة انتقال الطلاب إلى الجامعة أو مكان العمل لكونهم لا يمتلكون مهارات تؤهلهم لذلك".

وتابعت: "إن دمج الطلاب من أصحاب الهمم مع غيرهم هي طريقة ناجحة، لكن علينا ألا ننسى وضع خبرات الطفل الفردية أولًا لضمان تلبية احتياجاته. فقد تدعم المدرسة عملية الدمج لكنها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن يساعد منهجها بالفعل في تطور الطفل بشكل عام على المدى الطويل".

وتعد تلبية الاحتياجات الفردية للطلاب من أصحاب الهمم محور تركيز جو، ولذلك طورت برنامج iCad+ وهو برنامج يكمّل منهج آي كاديمي الشرق الأوسط مع تقديم منهج شامل للتعليم وتطوير مهارات الطلاب.

وحول ذلك، قالت: "علينا أن نضع الطفل في المقدمة ونطرح الأسئلة التالية: عندما تُنهي هذه الطفلة البالغة من العمر 16 عامًا تعليمها في المدرسة هل ستكون قادرة على الذهاب للتسوق؟ هل ستتمكن من إدارة مصاريفها؟ هل يمكنها التصرف في حال أضاعت طريقها في المترو؟ هذه أسئلة مهمة ومن الضروري ان يكون الطلاب مجهزين بهذه المهارات الحياتية".

ويلبي برنامج iCAD + احتياجات الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم عبر اعتماد منهج أكاديمي أمريكي كأساس، مع تطبيق منهج (ASDAN) الانكليزي الذي يوفر برامج تعمل على تطوير المعارف ومهارات التعلم والعمل والحياة.

كما يقدم برنامج ICAD + الذي يعد أول برنامج تعليمي يطبق منهج ASDAN في الشرق الأوسط، حاليًا صفوفًا لـ 21 طالبا بمن فيهم الطلاب الذي يعانون من صعوبات التعلم والطلاب الذين يعانون من اضطراب طيف التوحّد والمشاكل السلوكية ونقص الانتباه.

ويركز المنهج بشكل رئيسي على تعليم الطلاب اللغة الإنجليزية والرياضيات فيما يُتاح لهم أيضًا اختيار مادة التاريخ أو العلوم، ويتم تصنيف الطلاب مع أمثالهم من ذوي القدرات المشابهة في الصف التعليمي المناسب لمستواهم.

وتتوفر مجموعة واسعة من الدورات التعليمية لمساعدة الطلاب الأكبر سنًا كي يكونوا مؤهلين للعمل، بينما تتوفر صفوف أخرى تطرح فيها مواضيع مثل السلامة، وإدارة المال، والحياة الصحية، واستغلال وقت الفراغ، والتعامل مع المشاكل، وذلك لمساعدة الطلاب على أن يصبحوا مستقلين وقادرين على إدارة حياتهم الشخصية.

وحول ذلك قالت: "نسعى من خلال هذا البرنامج للموازنة بين التعليم الأكاديمي والمهارات الحياتية مثل الطهي، والتغذية، والعمل الجماعي، هذه المهارات الحياتية مهمة لكونها تساعد الطلاب أن ينضجوا ويكونوا مستقلين قدر المستطاع. ونركز بشكل كبير على العمل الجماعي لأن الكثير من الطلاب كانوا معزولين تمامًا في المدارس عن بقية زملائهم ولم تتح لهم الفرصة للعمل مع أقرانهم وهو أمر هام في بيئة العمل".

وتقول جو أن الهدف من برنامج iCad + هو تمكين أصحاب الهمم وتزوديهم بالمهارات الحياتية ليتمكنوا من عيش حياة مستقلّة.

"هناك البعض من الطلاب سيتمكنون من إدارة حياتهم باستقلالية، بينما سيحتاج آخرون دائمًا للدعم والمساعدة لكننا لا نزال بحاجة لتمكين الاثنين ليصبحوا جاهزين للعمل".

وأضافت: "من الصعب على الأطفال في الظروف التعليمية العامة اكتساب خبرة تؤهلهم للعمل، ولقد لاحظت ذلك مع ابني وابنتي، إذ يمكن أن يُرسل الطلاب إلى مكتب ثم ينتهي بهم المطاف بالجلوس في زاوية ومجرد الانتظار، وهو ما لا يعد تجربة تعليمية مفيدة لهم".

وتابعت بالقول: "طلابنا بحاجة لإشراكهم في الأنشطة والقيام بأمور تولّد لديهم شعورًا بالرضى ومتعة الإنجاز".

وأكدّت جو أن دمج الطلاب من أصحاب الهمم مع غيرهم أمر ضروري من أجل تنمية مواهبهم وقدراتهم: "سيكون المجتمع أكثر صحة وسعادة عندما نحقق التنوع والتسامح وتقبّل الغير، لكن الوصول لهذه المرحلة يتطلب تثقيف الأفراد وأصحاب العمل، وهذه هي التحديات التي نواجهها ونسعى جاهدين للتغلب عليها".

Search form